على وقع تصاعد خروق للهدنة القائمة بين القوات المشتركة ل «المقاومة الشعبية» والجيش الموالي للحكومة اليمنية، من جهة، وبين مسلحي جماعة الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح، من جهة ثانية، تمكنت أمس قوات حكومية وبدعم من طيران التحالف العربي من استعادة مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج الجنوبية بعد مواجهات مع مسلحي «القاعدة» المسيطرين على المدينة منذ شهور. وأفادت مصادر أمنية وشهود بأن وحدات عسكرية وأمنية موالية للحكومة الشرعية تقدمت صباحاً من عدن باتجاه الحوطة بالتزامن مع تقدم قوة أخرى من قاعدة العند الجوية شمال المدينة، ما مكّنها من السيطرة عليها بعد اشتباكات محدودة مع مسلحي التنظيم. وأضافت المصادر أن القوات الحكومية المدعومة بغطاء من مقاتلات التحالف العربي ومروحيات «أباتشي» فرضت سيطرتها على وسط المدينة، وتمكنت من قتل عدد من المسلحين وتوقيف حوالى 50 آخرين فيما فرّ عشرات من عناصر التنظيم إلى الضواحي المجاورة. واستبقت مقاتلات التحالف العملية العسكرية في الأيام الماضية بشن سلسلة غارات على مواقع التنظيم وتحصينات مسلحيه في محافظة لحج وعاصمتها مدينة الحوطة والمناطق المتاخمة لها في الضواحي الشمالية لمدينة عدن. ومنذ سيطرة التنظيم على الحوطة عقب تحريرها مع معظم مدن جنوب اليمن من ميليشيات الحوثي وقوات صالح قبل أشهر، أقدم مسلحو «القاعدة» على تفجير غالبية المقار والمباني الأمنية والعسكرية، بما فيها مقار الشرطة والاستخبارات والنيابة ومعسكر قوات الأمن الخاصة. إلى ذلك، أكد شهود ومصادر أمنية أن سيارة مفخخة انفجرت قرب مبنى تابع لوزارة الخارجية اليمنية في مديرية المنصورة شمال عدن، وفيما أعلن فرع تنظيم «داعش» في بيان بثه على شبكة الإنترنت مسؤوليته عن التفجير، نفت المصادر سقوط ضحايا باستثناء إصابة عدد من المارة بجروح طفيفة نتيجة تطاير الشظايا. وعلى صعيد خروق الهدنة المبرمة في يومها الخامس بين المقاومة والجيش من جهة وميليشيات الحوثي وقوات صالح من جهة أخرى، واصل الجانبان تبادل الاتهامات بارتكاب الخروقات، بخاصة في جبهات مأرب والجوف وتعز وفي مديرية نهم شمال شرقي العاصمة صنعاء. وأفادت مصادر المقاومة بأن ما لا يقل عن 10 حوثيين قتلوا و15 آخرين جرحوا أثناء محاولتهم الزحف على مواقع الجيش والمقاومة في منطقة «جبل جرة» شمال مدينة تعز، وأضافت أن الحوثيين وقوات صالح واصلوا خرق الهدنة في منطقة نهم قرب العاصمة وفي مديرية صرواح ومناطق هيلان والمشجح وكوفل غرب مأرب. وفي السياق نفسه، اتهمت منظمات حقوقية في تعز جماعة الحوثيين بارتكاب جرائم حرب في مديرية الوازعية في الريف الغربي لتعز، وقالت أن 100 مدني على الأقل قتلوا و300 جرحوا في قصف «عشوائي» طاول 28 قرية. كما اتهمت المسلحين باقتحام 30 منزلاً واختطاف 60 مدنياً إلى جانب تشريد خمسة آلاف أسرة. ومن المقرر أن تبدأ الإثنين في الكويت جولة من المشاورات بين وفدي الحكومة والحوثيين وحزب صالح في رعاية الأممالمتحدة في سياق المساعي الهادفة إلى إنهاء الانقلاب وإحلال السلام والتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب واستعادة مسار العملية السياسية الانتقالية استناداً إلى قرار مجلس الأمن 2216 القاضي بسحب الميليشيات من المدن وتسليم السلاح للدولة.