أكد تحقيق صحافي أجرته القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي حول سلوك زعيم حزب «موليدت» وزير السياحة السابق صاحب نظرية «الترانفسير» للفلسطينيين رحبعام زئيفي (غاندي)، الذي اغتيل قبل 15 عاماً على يد فلسطينيين في القدسالمحتلة، أن حياته كانت حافلة بقتل عرب أبرياء وباغتصاب نساء وعلاقات وطيدة مع العالم السفلي. واعتبر مراقبون التحقيق «ضربة قاتلة» لمن تخلِّد الحكومة ذكراه سنوياً وتموّل «تراث غاندي» بأكثر من مليون دولار سنوياً. وبينما اعتبرت عائلة غاندي التحقيق «عملاً قذراً»، صدرت أصوات تطالب الحكومة بإعادة النظر في تمجيد ماضيه وتعليم تراثه. وعُرف زئيفي قائداً عسكرياً في ستينات القرن الماضي وحفل سجله بالعديد من الجرائم. ومع خلع بزته العسكرية دخل معترك السياسة تحت «أجندة» ترحيل «ترانسفير» الفلسطينيين إلى الأردن، ولم يتردد رئيس الحكومة السابق آرييل شارون في منحه منصباً وزارياً فغدا مشروع الترانسفير شرعياً في السجال العام، حتى نجح ثلاثة فلسطينيين من «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» بقيادة أحمد سعدات في اغتياله عام 2001 في فندق في القدسالمحتلة. وقبل عشر سنوات قررت الحكومة تخليد ذكراه سنوياً وتعليم «تراثه» في المدارس. وتضمن التحقيق إفادات شخصية تدين سلوك غاندي على مختلف الأصعدة. وأبرزَ علاقات زئيفي مع العالم السفلي ولجوئه إلى مجرمين كبار لتهديد صحافيين لم يرق له ما كتبوا عنه. فيما اشتكت نساء، بينهن ممثلة إسرائيلية بارزة، أن الوزير تحرّش بهن جنسياً. وقالت إحداهن أن زئيفي اغتصبها في مكتبه عندما كانت مجنّدة وهي في الثامنة عشرة من عمرها، فضلاً عن شهادات بقيامه بقتل عرب أبرياء خلال خدمته العسكرية. وقال الوزير السابق رافي ايتان إن زئيفي قام في ستينات القرن الماضي بإطلاق النار على شابين بدويين في النقب فقتل أحدهما وأصاب الثاني إصابات بالغة. ووفق قائد سابق لكتيبة عسكرية في غور الأردن فإن زئيفي اقترح عليه حين كان الأخير قائداً ل «المنطقة الوسطى» في الجيش إعدام أفراد خلية فلسطينية مطارَدين خرجوا من مغارة ومستسلمين. فيما أفاد الطيار الذي قاد المروحية العسكرية لزئيفي أن الأخير طلب من طيار مروحية عسكرية أخرى أن يحوم فوق ثلاث قرى فلسطينية مع جثة فلسطيني مقتول تتدلى بحبل من الطائرة. وقال أحد قادة العالم السفلي سابقاً طوبيا أوشري أن زئيفي طلب منه شخصياً «الاعتناء» بصحافية من «يديعوت أحرونوت» تهكمت عليه، فقام بإرسال أفراد عصابته لتفجير عبوة ناسفة في مدخل منزل الصحافية. وأضاف اوشري أنه خلال مرافقته لزئيفي في زيارة لنيويورك قام الأخير بزيارة لبيت دعارة، مبرراً ذلك بأن الحياة تختزل في «الأكل والحرب وممارسة الجنس». وقالت الممثلة الشهيرة ريبكا ميخائيلي التي تعرضت لمحاولة اغتصاب من زئيفي للإذاعة العامة أمس إن قصتها كانت معروفة لقادة الجيش لكنهم لم يحركوا ساكناً بداعي «أخوّة المقاتلين». وأضافت أنها قررت فضح القضية من جديد لأنه لا يعقل تنشئة الأطفال على تراث شخصية استخدمت المجرمين وسيلة للتخويف. وكتب أحد المعلقين أن زئيفي يعتبر في نظر من قرر تخليد ذكراه سنوياً شخصية تحتذى تمثّل قيماً ايجابية لدى مختلف الأجيال و «عليه تجدر إعادة النظر في تعليم تراثه» للأجيال الناشئة». لكنه أضاف أن السلوك المنسوب لزئيفي ميّز في حينه كثيرين من القياديين «في وقت لم يكن تقديم شكوى بالتحرش الجنسي مألوفاً». وطالب النائب يوئيل حسون من «المعسكر الصهيوني» وزير المال بوقف تحويل موازنة سنوية لتخليد «تراث زئيفي». وأعلن نواب آخرون أنهم قد يحذون حذو زميلهم. وقال محامي العائلة إن «من المعيب توجيه مثل هذه التهم لجثة هامدة في القبر منذ 15 عاماً» معتبراً أن الهدف من التحقيق الصحافي هو تسويد سمعة قائد عسكري حاز على وسام «بطل إسرائيل».