استجابت السلطات الأميركية أخيراً، للطلب السعودي الرسمي بالتحقيق في الاعتداءات التي تعرض لها المبتعثون السعوديون في جامعة آيداهو في مدينة بوكاتيلو، واتخاذ الإجراءات اللازمة حيال ذلك، إضافة إلى تعهدها بمحاسبة المعتدين وتكثيف الإجراءات الأمنية في المدينة. وعلمت «الحياة» من مصدر في الملحقية الثقافية السعودية أن الوفد السعودي الرسمي التقى عدداً من الطلبة الدارسين في جامعة «آيداهو ستيت»، واستمع إلى شكاوى المبتعثين ووقف على الأزمة التي تواجههم، جراء الاعتداءات العنصرية. وأوضح المصدر أنه تم عقد لقاء آخر مع إدارة الجامعة والمسؤولين في ولاية آيداهو، لمناقشة الاعتداءات التي أضرت بالطلبة. وأشار إلى أن إدارة الجامعة ومسؤولي الولاية تعهدوا بإكمال التحقيقات اللازمة لإنقاذ الطلبة، والحرص على عدم تكرارها. وأضاف: «بدأت السلطات الأميركية الأمنية ممثلة في مكتب التحقيقات الفيديرالية بإجراء تحقيقات واسعة، وتكثيف الحماية الأمنية للطلبة المبتعثين في آيداهو، وسيتم عقد مؤتمر صحافي لعرض الحقائق والنتائج التي تعقب التحقيقات». وأكد المصدر أن سلامة الطلبة المبتعثين وحمايتهم في الولاياتالمتحدة الأميركية كافة، «من أهم الأولويات التي تقع على مسؤولية السفارة السعودية والملحقية الثقافية، إضافة إلى تأمين متطلباتهم الدراسية كافة»، مشدداً أنها تحظى «باهتمام شخصي» من السفير السعودي لدى واشنطن. وأردف: «تم إصدار تعميم رسمي بإيقاف الاعتراف موقتاً بجامعة ولاية آيداهو بمدينة بوكاتيلو للتخصصات والدرجات العلمية كافة، إلى حين الانتهاء من التحقيق في الموضوع بالكامل»، ولم يستبعد إلغاء الاعتراف بها نهائياً «إذا ثبت تهاون مسؤوليها في مساعدة الطلبة المبتعثين، إثر ما تعرضوا له من اعتداءات همجية وخسارة بعضهم ممتلكاتهم في حوادث السرقة أو التخريب». من جهته، أوضح الملحق الثقافي السعودي في واشنطن الدكتور محمد العيسى في وقت سابق ل«الحياة»، أنه سيتم نقل الطلبة المبتعثين إلى جامعات أخرى بحسب رغباتهم، وسيتم إصدار تذاكر عودة إلى السعودية لمن يرغب في تأجيل البعثة، ممن لم يتوافر لهم قبول في جامعات أخرى بديلة. وأكد العيسى أن الملحقية ستعمل على تحقيق رغبات الطلبة في الانتقال إلى الجامعات البديلة عبر نظامها الإلكتروني، وذلك للسنة الدراسية المقبلة، منوهاً إلى أن الطلبة الذين لا يرغبون في تغيير الجامعة خلال الفترة الدراسية الحالية ومواصلة دراستهم، سيواصلون دراستهم تحت مسؤوليتهم الخاصة. وتأتي هذه التطورات بعد أن واجه طلبة جامعة آيداهو مضايقات العنصرية واعتداءات شخصية على ممتلكاتهم ومواقع سكنهم، وصل إلى إطلاق الرصاص على إحدى سيارات الطلبة، إضافة إلى سرقة منازل آخرين. وقدرت مواقع التواصل الاجتماعي عدد الطلبة السعوديين المبتعثين الذين تعرضوا إلى تهديدات عنصرية بنحو 640 طالباً، فيما بلغت حالات سرقة المنازل والمركبات نحو 50 سرقة، وإطلاق رصاص على بعضهم.