تبدو الحماسة ظاهرة على محيا الجنوب أفريقيين لاستضافة نهائيات كأس العالم التي تنطلق في ال 11 من الشهر الجاري، فلا تكاد تخلو مركبة في جوهانسبيرغ من أعلام جنوب أفريقيا التي وضعها السكان بمختلف عرقياتهم لترفرف على مركباتهم. في المطار تواجهك صورة الرئيس السhبق نيسلون مانديلا وهو يحمل كأس العام والى جواره رئيس الدولة جاكوب زوما مبتسماً ومرحباً بالزوار وهو الذي أكد مطلع الأسبوع الجاري في لقاء له بالصحافيين أن أبرز الثروات التي ستستفيدها دولته من كأس العالم تحسين البنية التحتية، مشدداً على أن حكومته ستسعى إلى تقدم الخدمات المميزة لزوارها الأجانب. أجهزة الأمن ستكون في كل مكان في المدينة في محاولة لبث روح الاطمئنان للزوار، خصوصاً في ظل التقارير الإعلامية المتتالية حول جرائم القتل والسرقة، ويرفض سكان جوهانسبيرغ هذه الأقاويل بشدة، وتقول جوهانا سامو (أحد السكان المحليين): «هذه مجرد تقارير، الوضع ليس بهذا السوء الذي تصوره وسائل الاعلام، لن أقول بأنه ليس لدينا سرقات لكن حوادث السرقة تحصل في كل مكان في العالم». ومع التأكيدات المتتالية أن الوضع آمن من السكان إلا أن الحيطة والحذر طغت على تصرفات الزوار الأجانب ولا شك أن حادثة السرقة التي تعرض لها منتخب كولمبيا في جوهانسبيرغ جعلت الأمر أكثر سوءاً بالنسبة للزوار، خصوصاً أن المنتخب كان يقيم في أحد الفنادق الفاخرة شمال المدينة، وهي الحادثة التي وصفتها المتحدثة باسم الشرطة سالي دي بير ب «الفردية» في محاولة للتقليل من تأثيراتها. ومنذ الصباح الباكر، تجوب جماهير الدول المختلفة المدينة في كل حدب وصوب في محاولة للتعرف على أرجائها وهي ترتدي قمصان منتخباتها بدءاً من المكسيك ومروراً بالبرازيل وانتهاءً بالانكليز الذين حضروا بكثافة، ولم تخلُ المنافسة من مشاركة الجزائريين الذين ارتدوا قمصان منتخب بلادهم. وبدا جلياً أن قميص عنتر يحيى يحتل الأهمية الأكبر لدى معظمهم، وقبل أن يحل الظلام ليلاً ينسحب معظم الجماهير من الميادين العامة إلى مقر سكنهم حيث الوضع أكثر أماناً، بحسب اعتقادهم.