خلافاً للدورات السابقة لمهرجان عمّان للرقص المعاصر، تفتتح الدورة الثامنة، مساء اليوم، على مسرح هاني صنوبر في عمّان، بعرضين محليين، بعدما كانت جميع دوراتها تفتتح بعروض فرق عالمية. وأكدت مديرة المهرجان رانيا قمحاوي ل «الحياة» أن الجديد في هذه الدورة، التي تنتهي في 22 من الجاري، هو تقديم فرقة «مسك»، المنبثقة من المركز الوطني للثقافة والفنون التابع لمؤسسة الملك الحسين، استعراضين راقصين، الأول بعنوان 91 درجة، من تصميم عضو الفرقة تمارا حداد، والثاني تقدمه فرقة «GOJO» بعنوان «ليلة في الصحراء» من تصميم علاء القيسي، وذلك لإبراز المواهب الشابة. وللمرة الأولى، يستضيف المركز بالتعاون مع «معهد غوته» في الأردن، الألمانية كونستانزا ماكراس التي ستقيم ورشة عمل مكثفة حول تصميم اللوحات الراقصة مع مجموعة من الراقصين، تستمر لأربعة أيام، تتناول الصلة بين الذاكرة والصور الفوتوغرافية، ويعرض نتاج الورشة خلال انعقاد المهرجان. وعن مدى التعاون بين المهرجانات ضمن شبكة مساحات للرقص المعاصر، قالت قمحاوي ل «الحياة»: «هناك عمل مشترك هو ثمرة مشاركة 12 راقصاً من الأردن، ولبنان، وفلسطين، بإشراف فرقة إلياس من سويسرا بعنوان «المطر الجانبي». وأشارت إلى التنسيق المكثف بين أعضاء الشبكة التي تبدأ بتحديد موعد المهرجانات لتمكين الفرق من المشاركة في جميع البلدان، ونقوم بدراسة العروض، ومناقشة مواضيعها، ومخاطبة الجهات الداعمة وإمكان تقديم ورشات العمل للمهتمين. وقالت عن ثيمات العروض المقدمة: «هناك موضوعات متنوعة، كالتي يعرضها «91 درجة» الذي يطرح ثنائيات متواصلة: من حالات الخضوع إلى التمرد، والفرح إلى الحنين، والعزلة إلى الترابط، والفضول إلى الخبرة، والنظام إلى الفوضى». وأضافت: «بينما في «ليلة في الصحراء» تدمج الهيب هوب مع الرقص المعاصر، في محاكاة لجمال الصحراء الذي يجذبك إلى فضائها الواسع غير المحدود». وبيّنت أن فرقة «ايل ابيليتيز» الأميركية التي تضم راقصين من ذوي الحاجات الخاصة، يقدمون عرضاً بعنوان «الأقل هو أكثر» يطرح فكرة كيف أن الفضاء الراقص، كما في الحياة، ينشغلون الناس فيها بالأشياء الأصغر. وأكد قمحاوي أن فرقتي «غي نادر» و»ماريا كامبوس» الإسبانيتين ستقدمان عرضاً بعنوان «الوقت يأخذ الوقت الذي يأخذه الوقت»، يطرح وفق حوارات جسدية ديناميكية في إيقاعيتها، من خلال الحركة المتكررة وفكرة بندول الساعة اللتين تجسدان ميكانيكية تقيس الوقت والمساحة». وللفنانين التونسيين نصيب في المهرجان الذي يستضيف للمرة الأولى نوال اسكندراني في عرض يخاطب قصص أفراد في عزلة ووحدة، وسيرين دوس في أداء منفرد بعنوان «ألف قشرة»، يحكي عن مشاعر الحنين إلى الماضي والوطن، ووائل مرغني في «كوفيرتو» الذي يستمد إلهامه معنى ومبنى من الصوفية. وتقرأ قمحاوي في الافتتاح رسالة اليوم العالمي للرقص، التي صاغها المعهد الدولي للمسرح «ITI» التابع لمنظمة «يونيسكو»، وكتبها هذا العام مصمم الرقص ليمي بونيفاسيو.