عقدت الحكومة التركية أمس، جلسة تُعتبر سابقة في مدينة سانليورفا في جنوب شرقي البلاد الذي تقطنه غالبية من الأكراد، وحيث أعلن الجيش مقتل 39 من «حزب العمال الكردستاني» خلال معارك في نهاية الأسبوع الماضي. والجلسة هي الأولى للحكومة خارج أنقرة، منذ العام 2003، علماً أن سانليورفا تبعد مئات الكيلومترات عن مناطق القتال. على صعيد آخر، أعلن شتيفن زايبرت، الناطق باسم المستشارة الألمانية أنغيلا مركل، أن بلاده تدرس طلباً رسمياً قدّمته أنقرة لمحاكمة الإعلامي الكوميدي يان بوميرمان بعدما قرأ قصيدة تسخر من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال برنامج ساخر بثّته شبكة التلفزة «زد دي أف» الألمانية العامة. وأشار الى «طلب رسمي من الجانب التركي للمحاكمة، في ما يتعلق بالتعليقات التي تضمّنها البرنامج» على الشبكة. وأضاف: «ستدرس الحكومة بدقة محتوى البرقية والخطوات التي ستُتخذ فيها. الأمر سيستغرق أياماً، لا أستطيع ولا أريد أن أتكهن بالنتيجة». لكنه شدد على أن مادة في الدستور الألماني حول حرية الرأي، تحظى بأهمية قصوى لدى مركل، ولا يمكن التفاوض حولها. وفتح الادعاء الألماني تحقيقاً حول ما إذا كان بوميرمان ارتكب جريمة «الإساءة الى أجهزة دول أجنبية وممثليها»، علماً أن القانون الجنائي في ألمانيا ينصّ على السجن ثلاث سنوات أو فرض غرامة، على مَن يُتهم بإهانة رئيس دولة أجنبية. لكنه يستدرك أن هذه الجرائم لا تخضع لمساءلة قانونية، إلا إذا سعى البلد المعني الى محاكمة، ووافقت الحكومة الألمانية على ذلك. واعتبر إبراهيم كالن، الناطق باسم أردوغان، أن «هذا النوع من الهجمات لا علاقة له بحرية التعبير أو حرية الصحافة. إنه إهانة وجريمة». على صعيد آخر، أعلن كالن أن تركيا وإسرائيل لم يتوصلا بعد إلى صياغة نهائية لتطبيع العلاقات، مشيراً الى أن محادثاتهما ستستمر خلال الأسابيع المقبلة. وشدد على أن أنقرة لن تتخلى عن طلبها إنهاء حصار قطاع غزة، من أجل التطبيع مع تل أبيب. وكانت الخارجية التركية أعلنت الجمعة الماضي، أن الجانبين «حقّقا تقدّماً في اتجاه استكمال الاتفاق وسدّ الثغرات، واتفقا على استكمال الاتفاق خلال الاجتماع المقبل الذي سيُعقد قريباً جداً».