على رغم أجواء الحرب وتعرّض بعض رسومهم للطمس والتشويه، يواصل رسامو الشارع في اليمن عملهم عبر إطلاق الحملة تلو الأخرى لتزيين جدران المدن وتسجيل نقطة جمال، في البلد الذي يشهد منذ أكثر من سنة حرباً أهلية. وشهدت صنعاء أخيراً، حملة رسم مفتوحة استمرت ثلاثة أيام، شارك فيها رسامون محترفون وهواة من الجنسين من أعمار مختلفة، أنجزوا مجموعة من الجداريات جسّدت مشاعر مختلطة ومتباينة، معبّرة عن خصوصية اللحظة وحرج الوضع اللذين تشهدهما البلاد نتيجة انقلاب مسلّح تنفّذه منذ 21 أيلول (سبتمبر) 2014، ميليشيات الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح. ومنذ إطلاق أول حملة غرافيتي يمنية عام 2012، على يد الرسام الشاب مراد سبيع، انتشر الرسم على جدران الشوارع وصارت المشاركة في هذا النوع من حملات الرسم غير مقيّدة بشروط ومفتوحة للمحترفين والموهوبين. وهي تشكّل طريقة للتعبير عن الدعوات إلى السلام وتحقيق الديموقراطية، ونقطة مضيئة في بحر الظلام المادي والروحي الذي يلفّ البلاد. ويؤكد رسامون ومؤسسات مدنية تعرّض عدد من رسوم الشارع للطمس والتشويه. وأفادت رئيسة مؤسسة صوت الثقافية سماح الشغدري، بأن أعمالاً فنية رعتها مؤسستها تعرضت للطمس والتشويه. وقالت ل «الحياة» إن رسوماً تجسد مطربات ورائدات يمنيات نفذت على السور الخارجي لمبنى جامعة صنعاء القديم، تعرّضت للطمس والتشويه على أيدي مجهولين استخدموا الطلاء الأسود في الاعتداء عليها. وتحوّل شعار «السلاح لا يجلب الأمن» الذي رسمه معارضون لميليشيا الحوثيين وصالح، الى «السلاح يجلب الأمن»، بعد طمس مجهولين يعتقد أنهم من أنصار الميليشيا حرف «لا» من الشعار الأصلي. يُذكر أن فريق مراد سبيع يتكوّن من رسامين ينتمون الى مناطق عدة، وهو أمر له دلالة في الوقت الذي صارت المذهبية والمناطقية نبرة رائجة.