مبتعث سعودي لا يتعدى عمره 20 عاماً تسبب في إغلاق جامعة أميركية وإجلاء طلابها، بعدما لم يجد سوى التهديد ب «تفجير» مبنى الجامعة، حينما أبلغ بأنه أحرز نتيجة سيئة في دروس اللغة الإنكليزية. وعلى رغم أن السلطات رفضت جرَّ تهديده إلى خانة الإرهاب التي تلصق عادة بالمسلمين والعرب في أميركا، إلا أنه يواجه احتمال السجن عاماً ودفع غرامة مالية تفوق استطاعته. وفي دينفر عاصمة ولاية كولورادو، يواجه طالبان سعوديان احتمال الحكم بسجن كل منهما 6 سنوات وتغريمهما 50 ألف دولار، بعدما ضربا عراقياً في «مقهى بغداد» بالمدينة المذكورة. واتهمتهما السلطات ب«إثارة الكراهية» و «العنصرية». ولم يجد طالبٌ سعودي يدرس اللغة الإنكليزية، في جامعة دومينيك في ولاية الينوي الأميركية، في قاموس اللغة سوى مفردة «تفجير»، للتعبير عن غضبه حيال الدرجة «السيئة» التي حصل عليها، ما استدعى إغلاق الجامعة لمدة ساعتين مساء الأربعاء الماضي. بيد أن السلطات أعلنت لاحقاً أن ذلك التهديد لا يمكن تصديقه، واعتبرت أن الأمر - في أفضل الحالات - لا يعدو أن يكون «تعليقاً سخيفاً». واعتقلت السلطات الأميركية المبتعث السعودي محمد مهدي (20 عاماً) إثر تهديده بتفجير الجامعة، بعد حصوله على درجة سيئة في اللغة الإنكليزية، لكنها أفرجت عنه لاحقاً بكفالة مالية بعد أن وجهت إليه تهمة «التصرف بطريقةٍ مخلةٍ بالنظام»، على أن يُقدم للمحاكمة في 18 حزيران (يونيو) الجاري. وطلبت الشرطة المحلية من مكتب التحقيقات الفيديرالية الأميركية تزويدها بمترجم للغة العربية. وكانت قوات شرطة محلية وفرق نزع المتفجرات حضرت إلى الجامعة، حيث أخلت ما بين 75 و100 طالب، وفتشت الحرم الجامعي بعد تهديدات المبتعث السعودي، قبل أن تتجه إلى منزله لتفتيشه والتحقق من جدية التهديد. وأعلنت الشرطة خلو الجامعة ومنزل مهدي من أي موادٍ يمكن أن تنفذ بها التهديدات، وأن الحادثة لم تهدد السلامة العامة. وعادت الحياة في الحرم الجامعي إلى طبيعتها. وقال مساعد مفوض الشرطة في قرية ريفر فورست غريغ ويز: «في أفضل الحالات، يمكن القول إنها كانت تعليقات غبية». وقالت المتحدثة باسم الجامعة كرستين بيتيرسون «إن الطالب السعودي يدرس في معهد لتعليم اللغة الإنكليزية، ولا ينتمي للجامعة، لكن المعهد مبني على أرض مؤجرة للجامعة. وبحسب قانون ولاية الينوي، فإن العقوبة التي تنتظر المبتعث السعودي تبدأ من عقوبة السجن 30 يوماً وغرامة مالية قدرها 1500 دولار، وتصل في حدها الأقصى إلى السجن عاماً والغرامة 2500 دولار، إضافة إلى أشغال الخدمة الاجتماعية. أما في دينفر (كولورادو)، فقد احتجزت الشرطة الطالبين م. النفيعي (29 عاماً) وف. القواسمي (21 عاماً) بعدما أبلغ مهاجر عراقي عن تعرضهما له بالضرب في «مقهى بغداد» في دينفر. وقالت المتحدثة باسم وكيل النيابة لين كيمبرو إن المجني عليه أفاد بأن المتهمين السعوديين تلفظا بألفاظ عنصرية ضده. وذكرت أن المعتديين ضربا الضحية بشريط «الشيشة» بسبب خلاف بينهم في شأن ما يجري في العراق. واعتبرت السلطات الأميركية أن ما حدث يدخل في باب جرائم الكراهية والانحياز العنصري، وهي تهمة تصل عقوبتها في حال ثبوتها إلى السجن 6 سنوات والغرامة 50 ألف دولار. وتقررت محاكمة السعوديين غداً (الاثنين).