أكدت أسرة زعيم «الجماعة الإسلامية» في مصر رفاعي طه مقتله في غارة نفذتها طائرات أميركية في منطقة إدلب السورية، ما يكشف عن دور بارز هناك ل «الجهاديين المصريين» الذين فروا من مصر عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي، المنتمي إلى جماعة «الإخوان المسلمين»، في 3 تموز (يوليو) من العام 2013. وقال مسؤول في «الجماعة الإسلامية» في مصر ل «الحياة»، إن المعلومات التي نُشرت عن مقتل رفاعي طه صحيحة، لافتاً إلى أنه كان يسعى إلى توحيد بعض «الجماعات المُجاهدة» في سورية. وأوضح أن قيادات أخرى من «الجماعة الإسلامية» وجماعة «الجهاد» انضموا إلى «العمل الجهادي» في سورية، وأبرزهم محمد شوقي الإسلامبولي شقيق خالد الإسلامبولي قاتل الرئيس المصري الراحل أنور السادات، ومحمد مدحت مرسي نجل مدحت مرسي المكنى «أبو خباب المصري» الخبير الكيماوي لدى تنظيم «القاعدة» الذي قتل في غارة جوية استهدفته في باكستان في العام 2008. وكان طه روى في حديث سابق ل «الحياة»، أن الاستخبارات السورية أوقفته في العام 2001 بعدما وشت به الاستخبارات الأميركية إثر رصد مكالمة هاتفية أجراها من سورية بزوجته في إيران وأبلغها فيها برقم هاتف للاتصال به عند الضرورة، وبعدها ب 7 ساعات قُبض عليه وسلمته السلطات السورية إلى مصر، وقبع طه حينها في السجن لتنفيذ عقوبات عدة صدرت ضده، منها أحكام بالإعدام، لكنه أُطلق من السجن ورفيق دربه القيادي في «الجماعة الإسلامية» مصطفى حمزة، الموقوف حالياً، من السجن في العام 2012، بعد تولي مرسي الحكم بعدة أشهر. وسافر طه إلى أفغانستان أيام الجهاد الأفغاني، وإلى السودان واليمن ودول عدة، وهو من مؤسسي «الجماعة الإسلامية»، وتولى رئاسة جناحها العسكري ومجلس شوراها لسنوات، حتى أصدرت الجماعة «مراجعاتها» الفكرية، التي رفضها واستقال من رئاسة مجلس الشورى. وبعد عزل مرسي، فر طه ومحمد الإسلامبولي إلى السودان، لكن السلطات هناك أبعدتهما من أراضيها في العام 2013، إلى تركيا، وانتقلا منها إلى سورية. وتلقت زوجة رفاعي طه المقيمة في محافظة المنياجنوب مصر، وشقيقه المقيم فى مدينة أرمنت في الأقصر في الجنوب، تأكيدات بمقتله في غارة أميركية. واستقبل شقيقه في منزله قيادات وأعضاء في «الجماعة الإسلامية» في الصعيد لتقديم العزاء بوفاة رفاعي طه.