بدأ وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس، زيارة غير معلنة لبغداد وأجرى محادثات مع رئيس الوزراء حيدر العبادي ووزير الخارجية إبراهيم الجعفري، ثم انتقل إلى أربيل للقاء المسؤولين الأكراد. وقال ناطق إنه «أكد الدعم القوي للحكومة العراقية في ما يتعلق بالأمن والاقتصاد والتحديات السياسية»، فضلاً عن البحث في محاربة «داعش». وقال الجعفري لكيري، على ما أفاد بيان للخارجية العراقية، إن «العراق متماسك أمام كل التحديات التي تواجهه، وسيواصل جهوده للحفاظ على وحدته، وتحرير أراضيه من داعش». وأضاف أن «القوات العراقية تكبد التنظيم خسائر كبيرة، وتحرر الأراضي منطقة بعد أخرى»، مشيداً بالدعم الذي تقدمه الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي، خصوصاً أن العراق «يمر بظروف استثنائية تتمثل بالتحديات الأمنية والاقتصادية». وتابع البيان أن كيري قال: «نقف معاً لمواجهة الإرهاب وداعش»، مشيراً إلى أنه «استغل الاجتماعات التي أجراها في البحرين مع وزراء دول مجلس التعاون الخليجيّ لحشد الدعم والمساندة للعراق في حربه على الإرهاب». وأعلن كيري تقديم 155 مليون دولار مساعدات إنسانية للنازحين، والبدء بالعمل على إزالة الألغام من المناطق المحررة في الرمادي، لتهيئة الأجواء لعودتهم. ويواجه العراق تحديات اقتصادية ناتجة عن انخفاض أسعار النفط الذي تشكل عائداته المورد الأساسي للبلاد. ويسعى العبادي إلى تنفيذ إصلاحات تهدف إلى الحد من الهدر الحكومي ومحاربة الفساد وتحسين مستوى الخدمات. ودعا إلى إجراء تغيير «جوهري» في مجلس الوزراء يشمل تسمية تكنوقراط وأكاديميين عكس الوزراء الحاليين المرتبطين بأحزاب سياسية. وأعلن الأسبوع الماضي قائمة مرشحيه لتولي عدد من المناصب الوزارية، لكن الخلافات السياسية دفعت واحداً من المرشحين الجدد على الأقل إلى سحب ترشيحه. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية قوله: «من المؤكد أن الخلافات السياسية في العراق أمر مهم بالنسبة إلينا». وأضاف أن كيري «سيشجع العراقيين للمضي في تعديلاتهم الوزراية، لكن لن يغيب عن أذهاننا ضرورة استمرار التركيز على الحرب ضد داعش». وعلى رغم فقدان التنظيم سيطرته على مناطق في العراق، فما زال ينفذ هجمات متكررة في مناطق أخرى تستهدف قوات الأمن والمدنيين على حد سواء. وما زال يسيطر على الغالبية العظمى من محافظة نينوى، كبرى مدنها الموصل، ومناطق واسعة في محافظة الأنبار التي تشترك بحدود مع سورية والأردن والسعودية. واكد الرئيس الأميركي باراك أوباما الثلاثاء، أن «تدمير داعش» ما زال أولويته الأولى»، مشدداً على أن رقعة سيطرته في سورية والعراق تتقلص. من جهة أخرى، أشار تقرير للمفتش العام لوزارة الخارجية الأميركية إلى أن: «ثلث العراقيين يعتقدون بأن الولاياتالمتحدة تدعم الإرهاب بعامة وداعش بشكل خاص، وأن نصفهم، بسنتهم وشيعتهم، يعارضون بشكل كامل مشاركة واشنطن في الحرب على التنظيم». واعتمد التقرير على استفتاء أفاد بأن «قرابة 40 في المئة من العراقيين يعتقدون بأن أميركا تعمل على زعزعة استقرار العراق والسيطرة على موارده الطبيعية، وثلثهم تقريباً يؤمنون بأنها تدعم الإرهاب». وكان التقرير صدر في آذار (مارس) الماضي لكن لم يتم إعلانه سوى قبل يومين فقط، وأظهر أن معارضة الأكراد للتدخل الأميركي في الحرب على «داعش» لم تكن أكثر من 6 في المئة. وخلص إلى أن «كل العراقيين تقريباً لديهم آراء غير إيجابية عن التنظيم، ويعارضون أهدافه ومخططاته».