بحث وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس مع المسؤولين العراقيين في التحضيرات للمؤتمر الدولي لمكافحة تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي سيعقد في باريس في15 الجاري، فيما دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي سيزور بغداد غداً رئيس الحكومة حيدر العبادي إلى حضور المؤتمر. إلى ذلك أعلن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر رفضه التعاون مع «الاحتلال» في محاربة «داعش». ووصل كيري أمس إلى بغداد، في زيارة غير معلنة والتقى العبادي ورئيس البرلمان سليم الجبوري ووزير الخارجية إبراهيم الجعفري، ثم انتقل إلى الأردن. وأفاد بيان لمكتب العبادي أنه استقبل كيري وبحث معه في الدعم الدولي للعراق في حربه على الإرهاب، ومساعي الولاياتالمتحدة لبناء تحالف دولي لمحاربة «داعش». وأشاد كيري بخطط العبادي وقال إنه «يرحب بإعادة بناء الجيش وبالتزامكم إصلاحات واسعة ضرورية في العراق لجلب كل شرائح المجتمع إلى الطاولة». وتحدث عن استعداد العبادي «للتحرك بسرعة لتنفيذ الاتفاقات النفطية التي يحتاجها الأكراد وتمثيل السنة وإشراكهم في الحكومة». وشدد الجبوري خلال لقائه الوزير الأميركي على ضرورة تجنب قصف المدنيين خلال العمليات العسكرية. وقال في بيان: «على الطيران تحديد الأهداف الإرهابية»، مشدداً على رفضه «استهداف المدنيين». وجاء في البيان أن كيري هنأ الجبوري في مناسبة تشكيل الحكومة، مشيداً بدوره في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين. وأضاف أن «الرئيس باراك أوباما سيتحدث عن طبيعة بدء الحملة العسكرية على داعش وطبيعة الضربات الجوية»، معرباً عن أمله «في تحقيق الأمن والاستقرار في العراق والمنطقة». في هذه الأثناء أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن تشكيل الحكومة العراقية سيساهم في إنجاح المؤتمر الذي ستستضيفه باريس. وأفاد مكتب العبادي في بيان أنه تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس الفرنسي لتهنئته بتشكيل الحكومة وحصولها على ثقة مجلس النواب، مؤكداً في الوقت ذاته، أن «تشكيل الحكومة سيساعد في القضاء على الإرهاب». وأكد هولاند خلال الاتصال أن «»تشكيل الحكومة العراقية خبر مهم جداً وسيساهم بإنجاح مؤتمر دعم العراق». وقال إن «حضوره إشارة إلى وحدة العراقيين»، مبدياً استعداد بلاده «للاستمرار في مساعدة بغداد في المجالات الإنسانية والعسكرية». وكانت الرئاسة الفرنسية أعلنت أن هولاند سيزور العراق الجمعة المقبل. إلى ذلك، قال الصدر أمس إن «العراق ليس أسيراً للمتطرفين والمتشددين والاحتلال»، داعياً إلى ضرورة إتمام التشكيلة الحكومية بتسمية وزيري الدفاع والداخلية. وأضاف في كلمة متلفزة «يجب أن يأخذ الاعتدال زمام الأمور من خلال حكومة أبوية ترعى الجميع بلا تفرقة، بل بالعدل والإنصاف الذي يصبو إليه الجميع، فالعراق ليس أسيراً للمتطرفين والمتشددين والاحتلال الأجنبي المستبد، لذا فإن على الأطراف العراقية إتمام التشكيلة الحكومية بتسمية باقي الوزراء، خصوصاً الدفاع والداخلية». وزاد: «اليوم نقف مرشدين ومقومين للحكومة لتكون عوناً لشعبها وليكون شعارها الشعب أولاً قبل أن تحصن نفسها وتجلس خلف الجدران وتترك الشعب مخضباً بالدماء». وتابع إن «العراق في دوامة الدماء ومناطقه أسيرة ومغتصبة من قطاع الرقاب والشذاذ، لذا يجب أن نحمي جميع الطوائف ولا نميز بين المتورطين والأبرياء ما زلنا قادرين على معاونة الجيش لردع الدمويين، والحكومة قادرة على تأسيس جيش وطني وإعادة النازحين من الأقليات إلى مناطقهم». وتابع: «أوجه خطابي إلى الذين كانوا مختلفين منطقياً مع الحكومة السابقة،عليهم أن يعودوا لأن الحكومة السابقة ذهبت، وعليهم ترك الحكومة الحالية تعمل بشكل أبوي، ونحن على استعداد للتعاون مع هؤلاء المعتدلين لإنصافهم بعد تهميشهم، نحن وإياكم ومع الحكومة عليها وقف الحروب وإطلاق النار في مناطق العراق، ثم نقف مع الطوائف والحكومة لإبعاد شبح الإرهاب ومنع العبودية وسياسة التفخيخ». وأضاف: «هذه الفرصة الأخيرة لفرز المعتدلين من المتطرفين والمتورطين، وإني أتوسم خيراً في هذه الحكومة الجديدة».