أعلنت سيول أن 13 كورياً شمالياً يعملون في مطعم في بلد أجنبي، انشقوا وفرّوا إلى كوريا الجنوبية. وتنفي سيول اتهامات بيونغيانغ بإغراء مواطنيها للانشقاق، علماً أن هناك اعتقاداً بأن اختيار العمال الكوريين الشماليين في الخارج، يتمّ بسبب ولائهم للنظام. وأشار الناطق باسم وزارة التوحيد الكورية الجنوبية جيونغ جون هي، إلى انشقاقات سابقة لأشخاص يعملون في مطاعم تديرها كوريا الشمالية في الخارج، مستدركاً أنها المرة الأولى التي يهرب فيها عمال كثيرون من المطعم ذاته. ولفت إلى أن الحكومة قررت الإعلان عن وصولهم، بسبب الطابع «غير العادي» لانشقاقهم. وذكر جيونغ أن رجلاً و12 امرأة من العمال الكوريين الشماليين، وصلوا إلى الشطر الجنوبي الخميس. ولم يكشف البلد الذي كانوا يعملون فيه أو الطريق الذي سلكوه، لتجنّب مشكلات ديبلوماسية واحتمال تعريض كوريين شماليين ما زالوا يعملون في ذاك البلد لخطر. وأشار إلى أن المنشقين الكوريين الشماليين أبلغوا مسؤولين كوريين جنوبيين أنهم اطلعوا على الحياة في الجنوب، وفقدوا ثقتهم بالدعاية الكورية الشمالية، من خلال مشاهدتهم مسلسلات تلفزيونية وأفلاماً كورية جنوبية، وعبر البحث في شبكة الإنترنت، خلال إقامتهم في الخارج. وأضاف أن سيول قبِلت استضافتهم، لأسباب إنسانية، ونقل عن أحدهم قوله: «كانت هناك رغبة مشتركة للذهاب إلى كوريا الجنوبية، ولم يقاوم أحد ذلك». وأفادت وكالة «أسوشييتد برس» بأنها اتصلت بمطاعم كورية شمالية في آسيا، وكانت كلها مفتوحة، في استثناء واحد في فندق «كراون بلازا» في مدينة دانانغ الفيتنامية. ونقلت عن امرأة أجابت على الهاتف في الفندق أن «مطعم بيونغيانغ» أُغلق قبل أسبوعين، مشيرة إلى أن جميع الموظفين الكوريين الشماليين غادروا البلاد. ويعتقد مسؤولون كوريون جنوبيون بأن المطاعم الكورية الشمالية في الخارج تعاني مالياً، منذ تشديد العقوبات على بيونغيانغ بعد تنفيذها تجربة نووية وإطلاقها صاروخاً باليستياً. وقال جيونغ إن المنشقين أبلغوا مسؤولين كوريين جنوبيين أن مطعمهم واجه صعوبة في تلبية مطالب السلطات الكورية الشمالية بتزويدها عملات أجنبية. ونصحت كوريا الجنوبية مواطنيها أخيراً بألا ترعى مطاعم كورية شمالية، على رغم أن زيارتها لا تُعتبر غير قانونية. ويقدّر جهاز الاستخبارات الكوري الجنوبي أن الدولة الستالينية تدير نحو 130 مطعماً في الخارج، بينها نحو مئة في الصين، وفي روسيا وجنوب شرقي آسيا وجنوب آسيا، علماً أنها تدرّ سنوياً ملايين الدولارات لبيونغيانغ. وكان مرزوقي داروسمان، مقرر الأممالمتحدة الخاص لحقوق الإنسان في كوريا الشمالية، أشار إلى أن أكثر من 50 ألف كوري شمالي يعملون في بلدان أجنبية، غالباً في الصينوروسيا، ويؤمّنون مصدر دخل للنظام. وتقدّر دراسات بأن بيونغيانغ تجني سنوياً 2.3 بليون دولار من عمال أرسلتهم إلى الخارج. وتفيد وزارة التوحيد الكورية الجنوبية بأن أكثر من 29 ألف كوري شمالي فرّوا إلى الجنوب، منذ تقسيم شبه الجزيرة بعد الحرب الكورية (1950- 1953).