قبل أن تمضي 24 ساعة على دعوة الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصر الله الى تكثيف قوافل المساعدة في اتجاه قطاع غزة رداً على الحصار الإسرائيلي المفروض عليها، أعلنت حركة «فلسطين حرة» و «تجمع صحافيون بلا قيود» عن إطلاق سفينة «ناجي العلي» من بيروت في أواخر الأسبوع المقبل وتقل 50 صحافياً و25 ناشطاً أوروبياً بينهم نواب أوروبيون. وكانت الجمعيتان عقدتا مؤتمراً صحافياً في فندق «السفير»- بيروت اطلقتا خلاله حملة «سفينة من أجل الصحافيين الأحرار» التي «ستبحر نحو غزة لنقل مساعدات ومواد تعليمية لأطفال فلسطين المحاصرين وصحافيين لتغطية الواقع الإنساني تحت الحصار». وموضوع «أسطول الحرية» كان أمس محور اللقاء بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري وممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان السفير عبدالله عبدالله، الذي صرح بأنه نقل الى بري تحيات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، «ووضعته في صورة التحركات الفلسطينية في المرحلة المقبلة لمواجهة الجريمة التي ارتكبتها قوات البحرية الإسرائيلية وقيادة الحكومة الإسرائيلية ضد نشطاء السلام في طريقهم الى كسر الحصار عن غزة، وتحدثت في التداعيات التي تتبع مثل هذا التحرك، ولبنان كما تعرفون يمثل المجموعة العربية في مجلس الأمن كعضو غير دائم العضوية وطلبنا أيضاً مساعدة لبنان الشقيق في هذه التحركات والاتصال مع المجموعات الإقليمية الأخرى». وأشار الى أن البحث تطرق الى «الأوضاع التي يعيشها الفلسطينيون في مخيمات لبنان وطلبنا دعم الرئيس بري لتحسين الأحوال الحياتية والعمل لينالوا حقوقهم المدنية والاجتماعية لحين عودتهم الى وطنهم الحر المستقل فلسطين، وأكدنا التزامنا سيادة لبنان وبالقانون اللبناني وحرصنا على أمن لبنان واستقراره». وكان وزير الخارجية علي الشامي وقبل توجهه الى جدة للمشاركة في اجتماعات اللجنة التنفيذية لمؤتمر الدول الإسلامية على مستوى وزراء الخارجية، جدد «تضامننا مع تركيا والشعب التركي والحكومة التركية وسنطالب بإدانة إسرائيل واتخاذ إجراءات أكثر فأكثر عملية ضدها». وعن مصير مبادرة السلام العربية، قال: «نحن بالطبع متمسكون بها. وكما ورد في قرار مجلس الجامعة العربية على مستوى الوزراء فهي لن تكون على الطاولة أبداً». قهوجي يثني على بعثة لبنان وأجرى قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي اتصالاً هاتفياً برئيس البعثة اللبنانية الى «أسطول الحرية» الدكتور هاني سليمان وهنّأه بسلامة العودة، وأثنى بحسب بيان صادر عن مديرية التوجيه في قيادة الجيش، «على العمل البطولي والنضالي والمقاوم الذي قام به مع زملائه لكسر حصار غزة وإغاثة شعبها، وأكد أن هذا النضال هو ما يميّز لبنان وشعبه المقاوم». واستقبلت أمس بلدة النبي شيت البقاعية العائد حسين شكر الذي كان على متن أسطول الحرية. وقال أمام مستقبليه إن قوته «في مواجهة الصهاينة استمديتها من روح زوجته الشهيدة خديجة الموسوي وأولادهما الشهداء الأربعة»، معاهداً «أرواحهم الطاهرة على المضي في درب السيد الشهيد عباس الموسوي حتى دحر الاحتلال عن أرض فلسطين العزيزة». وحيا الرئيس السابق للحكومة سليم الحص في تصريح باسم «منبر الوحدة الوطنية» السيد نصر الله «الرجل الكبير الذي نذر حياته للذود عن قضايا الأمة ومحورها فلسطين»، معتبراً «أن قضية أسطول الحرية لم تذهب هدراً بل آلت إلى إطلاق العمل على القيام بمبادرة ثانية لإنقاذ غزة ومعها قضية فلسطين». واعتبر عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية نواف الموسوي أن «أسطول الحرية حاول كسر الحصار عن غزة لأن اصدقاء البعض في لبنان من أميركيين وغربيين هم من أحكم الحصار على غزة، ومن يقفلون المعابر ثم يفتحونها بشكل محدود ومؤقت وجزئي، وهم من يدافع عن حق اسرائيل في منع تلك السفن من أن تصل الى غزة، وفق صديقهم نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، لا بل هم من يغسل الأيدي الاسرائيلية المجرمة بالدماء الفلسطينية ودماء الناشطين الدوليين والأتراك». وقال الموسوي خلال مناورة نفذها الدفاع المدني في «الهيئة الصحية الإسلامية» التابعة ل»حزب الله» في مدينة صور، ان «التجربة التركية تؤكد أن دولة كبيرة بحجم تركيا لم تعتمد على تحالفاتها الاقليمية والدولية ولم تقدم الولاء المطلق للحكومات الغربية للحصول على أمن وسلام، إنّما سعت الى نسج العلاقة مع مواقع المقاومة في العالم العربي، فعززت علاقتها مع سورية وشعوب المقاومة في لبنان وفلسطين من أجل تأكيد دورها في المنطقة». وانتقد «البعض في لبنان ممن تناول النموذج التركي في محاولة لتوظيفه في سياق نظرته الى كيفية مواجهة العدو الاسرائيلي باعتباره النموذج الذي يؤمن به». ودعا منسق الأمانة العامة ل «قوى 14 آذار» فارس سعيد «حزب الله» الى «الالتحاق بالنموذج التركي واعتماد المقاومة السلمية أو حماية لبنان من خلال الشرعيات اللبنانية والعربية والدولية». ووصف سعيد لوكالة «الأنباء المركزية» كلام نصر الله ب «الجيد، إذا اقترن بتغيير أسلوب التعاطي مع الصراع العربي - الإسرائيلي، أي إذا التحق حزب الله بالنموذج التركي واعتمد المقاومة السلمية أو حماية لبنان من خلال الشرعية اللبنانية والشرعية العربية والشرعية الدولية، وألا يكون كلامه استيعابياً لئلا يكبر علم تركيا في العواصم العربية ويصغر علم حزب الله». وزار وفد من «لجنة المبادرة الوطنية لكسر الحصار على غزة» السفارة التركية لدى لبنان والتقى القائم بالأعمال شوكري كوميت للتعزية بالضحايا الأتراك الذين سقطوا بالاعتداء الإسرائيلي على أسطول الحرية، وللتنويه ب «مواقف الشعب التركي وقيادته الداعمة لحق الشعب الفلسطيني والمصممة على رفع الحصار عن غزة».