كشف وزير النفط السعودي علي النعيمي أن بلاده تنتج مليون طن من «رمل السيليكا» في صناعة الزجاج والصناعات الكيماوية، وأغراض مواد البناء الخالية من الشوائب والأكاسيد. وقال النعيمي: «نسعى إلى استخدام هذه الرمال المتوافرة، بأنواع جيدة، في عدد من مناطق المملكة، لتصنيع الألواح المستخدمة، في إنتاج الطاقة الشمسية، ومن ثم تحويل المملكة إلى دولة رائدة في الطاقة الشمسية، والمواد الأساسية لإنتاجها». وأشار إلى أن السعودية استكشفت مئات المكامن للمعادن الفلزية واللافلزية، في مناطقها كافة، ما مكن قطاع التعدين من إحداث «تأثير إيجابي» على النمو الاقتصادي للمملكة. وأبان النعيمي أن وزارته تقوم حالياً بإعداد «استراتيجية طموحة»، تنفذ على مراحل، وستؤدي إلى إحداث «نقلة نوعية في هذا القطاع، والإسهام في تنويع القاعدة الاقتصادية، ورفع نسبة المساهمة في إجمالي الناتج المحلي، إضافة إلى توفير وظائف مباشرة وغير مباشرة للمواطنين». وقال الوزير في كلمة ألقاها اليوم (الخميس) في الدورة ال22 لاجتماع مسؤولي الثروة المعدنية في الوطن العربي بمقر المنظمة العربية للتنمية الصناعية بالعاصمة المغربية الرباط: «نما قطاع التعدين في المملكة خلال السنوات الماضية، وأسهم بشكل كبير في التنمية الصناعية والعمرانية، وبخاصة في توفير المواد الخام اللازمة لمشاريع البنية التحتية، والنشاط العمراني الضخم، الذي تشهده المملكة». وأشار علي النعمي إلى إسهام هذا القطاع في تنمية مناطق نائية، وإنشاء مدن تعدينية، أصبح لها دور أساس في الاقتصاد الوطني، مثل مدينة رأس الخير على الخليج العربي، ومدينة وعد الشمال في المنطقة الشمالية. وعد النعيمي بلاده من أكبر الدول استغلالاً للخامات المعدنية، وتزيد كميات الخامات المعدنية المستغلة سنوياً، عن 430 مليون طن، وعدد الرخص التعدينية بأنواعها كافة 2052 رخصة، شملت استغلال خامات الذهب، والفوسفات، والألمونيوم، والإسمنت، والجبس، والملح، والسيليكا، ومواد السيراميك، والنحاس، والزنك، وأحجار الزينة، وغيرها. وأضاف: «أسهمت الرخص التعدينية، في إحلال الكثير من الخامات المحلية محل المستوردة، وأسهمت في الاكتفاء الذاتي لعدد من المصنوعات، مثل السيراميك والأدوات الصحية، والمواد الإسمنتية والجبس، بمختلف أنواعها، والذهب والفضة، والنحاس، والزنك، وغيرها». ودعا النعيمي إلى التركيز على سلسلة القيمة المضافة، في إنتاج وتصنيع هذه الخامات، والاستغلال الأمثل، وعدم الهدر، وأيضاً التعرف على الاحتياطات المحلية، والسعي لإحلال الخامات المحلية، محل المستوردة، وإجراء الدراسات والبحوث، لمعرفة مناسبة الخامات المحلية، لصناعة منتجات نهائية، أو مركزات متقدمة، وتقليص تصدير أي خامات، بشكلها الابتدائي، والاهتمام بالطاقة البشرية، بما فيها الفئة الفنية الوسطى، للأعمال المنجمية، والتوجه إلى التعليم التطبيقي، في مراحل ما قبل الجامعة». إلى ذلك، رأس النعيمي اليوم الاجتماع الثالث للإعداد والتحضير للمؤتمر العربي الدولي ال14 للثروة المعدنية، الذي سيرعى فعالياته خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في محافظة جدة خلال شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وقال الوزير: «إن الهدف من هذا المؤتمر، هو الارتقاء بمستوى التعاون بين الدول العربية، والاستفادة من الثروة المعدنية، والتعريف بالرواسب والمكامن المتاحة، وتبادل التجارب والمعرفة، بين الجيولوجيين ومهندسي التعدين، والمستثمرين العرب والأجانب، والمؤسسات العربية والدولية، لاستمرار تنمية الاستثمارات العربية البينية، ورفع القيمة المضافة للصناعات التعدينية».