أكد الرئيس الأفغاني السابق برهان الدين رباني الذي يرأس جلسات الاجتماع القبلي الموسع «الجيرغا» في كابول ل «الحياة» ضرورة عدم وضع شروط للمصالحة مع المعارضة المسلحة، خصوصاً حركة «طالبان» و «الحزب الإسلامي» بقيادة رئيس الوزراء السابق قلب الدين حكمتيار، واصفاً أي شرط في طريق المصالحة بأنها «محاولة لتخريب المصالحة الوطنية ووضع عراقيل أمامها». وقال: «طالبان قوة وطنية، ومهمة الجيرغا هي التشاور في وضع سياسة مناسبة يؤيدها الافغان جميعهم للمصالحة مع طالبان والحزب الإسلامي، وتتطلب ايضاً مشاركة دول الجوار في الحوار الأفغاني وطلب مساعدتها في تأمين عملية الحوار الداخلي والأمن والاستقرار في أفغانستان بما يخدم مصالح الجميع». ودعا ايضاً الدول الإسلامية الأخرى خصوصاً السعودية وتركيا الى العمل على صوغ مبادرة سلام أفغانية، واستضافة محادثات سلام بين الفصائل الأفغانية المختلفة. وأشار رباني الى ان «الجيرغا» تهيئ الظروف لحوار أفغاني داخلي يمكن أن يتخذ موقفاً من الوجود الغربي الذي وصفه بأنه «محاولة من المجتمع الدولي لمساعدة أفغانستان اقتضتها ظروف، فيما يجب حالياً العمل على إعادة صوغ العلاقة بين الوجود الأجنبي والشعب لضمان عدم استخدام أفغانستان منطلقاً لأي عمل يسيء الى العلاقة مع دول أخرى». وحول رفض «طالبان» المشاركة في «الجيرغا»، قال رباني ان مشاركين كثيرين في اعمالها تربطهم علاقات ويتواصلون مع قادة الحركة ومقاتليها في ولايات مختلفة. و «هم على رغم عدم تمثليهم وجهة نظر طالبان رسمياً، قادرون على التواصل مع الحركة وقادتها ونقل الصورة اليهم وكذلك وجهة نظر طالبان لأعضاء الجيرغا، ما يعمق الفهم لدى الأطراف الأفغانية المختلفة». ورفض الرئيس الأفغاني السابق وصف «الجيرغا» بأن ولاءها حكومي، «اذ يمثل المشاركون فيها أطرافاً مختلفة من الشعب. وأننا مستعدون لتغيير هذه الجرغا من وضعها الحالي لتصبح جيرغا شعبية تمثل كل الأحزاب والفئات الأفغانية، بعد التوصل إلى آلية للحوار مع الأطراف غير المشاركة والمعارضة لها». وأكد رباني ضرورة أن تطلب «الجيرغا» من الحكومة والقوات الأجنبية والأمم المتحدة إلغاء لوائح المطلوبين من قادة المعارضة المسلحة والإفراج عن جميع المعتقلين من مقاتلي «طالبان» و «الحزب الإسلامي»، وإزالة كل العوائق أمام مشاركة أطياف الشعب الأفغاني كافة في الحوار الجاري، وعدم وضع شروط مسبقة لمشاركتهم.