توعّد الرئيس السوداني عمر البشير بتطبيق «حد السرقة» بقطع يد كل مَن يسرق سيارة في دارفور، مؤكداً أن حكومته «لن ترحم بعد الآن أي شخص يحمل السلاح ضد الدولة والمواطنين»، فيما اتسع نطاق المواجهات العسكرية بين القوات الحكومية والمتمردين في ولاية جنوب كردفان. وقاطع أهالي مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب كردفان أمس، تجمعاً شعبياً حضره البشير وحاكم الولاية آدم الفكي أكثر من مرة، مطالبين بمعالجة أزمة المياه التي تعاني منها المدينة بعد انخفاض معدل مياه الآبار بنسبة غير مسبوقة في وقت مبكر من الصيف. وأكد البشير خلال مخاطبته الجماهير عزم الحكومة على تقنين وترخيص السيارات العسكرية، وحذر من أن عقوبة سرقة السيارة ستكون بقطع اليد، «لأن قيمة السيارة تصل إلى النصاب الواجب لتنفيذ حد السرقة». وأطلق البشير خلال جولة شملت ولايات دارفور الخمس، خطة لنزع السلاح ومصادرة السيارات العسكرية غير المقننة مقابل تعويضات تدفعها الدولة، التي ستعتبر ذلك جريمة يعاقب عليها القانون لاحقاً. كما أعلن حاكم ولاية جنوب دارفور أن حكومته تستعد لرفع حظر التجول المفروض في مدينة نيالا قريباً، مؤكداً أن السلطات قطعت شوطاً بعيداً في فرض هيبة الدولة عبر القبض على المتفلتين وتطبيق القانون. من جهة أخرى، اتسع نطاق المعارك الضارية بين القوات الحكومية ومتمردي «الحركة الشعبية – الشمال» في ولاية جنوب كردفان، كما أعلن الجيش الشعبي عن فتح جبهة قتال جديدة في ولاية النيل الأزرق. وصرح الناطق باسم «الحركة الشعبية»، أرنو نقوتلو لودي، في بيان أن قوات الحركة تمكنت بعد معركة استمرت 3 ساعات في منطقة الأزرق من تدمير دبابة و11 سيارة محملة بمدافع مختلفة، وزعم مقتل أكثر من 100 عنصر من القوات الحكومية. وذكر لودي في بيان آخر إن قوات الحركة تصدت مرة أخرى لمحاولة من القوات الحكومية فك الحصار عن بلدة كركراي والتمكن من استعادتها، وإجبار القوات الحكومية على الفرار. في المقابل، اتهم محافظ منطقة كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان ياسر كباشي المتمردين بقصف المدينة بصواريخ «كاتيوشا»، ما أدى إلى مقتل رجل وامرأة من المدنيين وسقوط قذائف على مناطق مأهولة. واعتبر ذلك محاولة من المتمردين للرد على الهزائم القاسية التي تلقوها خلال الايام الماضية ووصفها ب.نها «فرفرة مذبوح». وأقرّت «الحركة الشعبية» باستهداف مناطق عسكرية في عمق كادقلي ومراكز اجتماعات القيادة العسكرية التي يتم التخطيط فيها لقصف مناطق سيطرتهم مؤكدة عدم سقوط ضحايا مدنيين جراء القصف. في شأن آخر، أكدت منظمات دولية أمس، استمرار تدفق الهاربين من نقص الغذاء في دولة جنوب السودان إلى ولايات السودان الحدودية، إذ أحصت حتى نهاية الشهر الماضي ما يزيد على 48 ألف نازح منذ كانون الثاني (يناير) الماضي، من بينهم 25041 نازحاً جديداً خلال أقل من 10 أيام، بواقع 500 شخص يومياً. وأوضحت النشرة الصادرة عن مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للأمم المتحدة في الخرطوم «أوشا» أن استمرار تدفق الجنوبيين من ولايات شمال وشرق بحر الغزال وولاية واراب نحو السودان جاء نتيجة انعدام الأمن الغذائي والنزاع المسلح، فضلاً عن ارتفاع أسعار الحبوب وفشل الموسم الزراعي. وأشارت النشرة إلى أن التدفق اقتصر على ولايات شرق وجنوب دارفور فضلاً عن ولاية غرب كردفان. وذكرت النشرة أن شرق دارفور احتضن غالبية الوافدين ويُقدّر عددهم 40486 لاجئاً، فيما أكدت أن منظمات الإغاثة استمرت في الاستجابة لاحتياجات الجنوبيين، مشيرةً إلى تقديم برنامج الغذاء العالمي مساعدات غذائية لنحو 16200 من الوافدين الجدد.