يعاني ما يزيد على 25 ألف نسمة في مراكز «الحجرة» و«وادي رما» و«الجرداء» التابعة لمحافظة قلوة من انقطاعات متواصلة في الكهرباء، ومنذ ما يربو على الأسبوع لم يكد يمر يوم من دون أن ينقطع خلاله التيار الكهربائي. ورغم تقدم الكثير من أهالي المنطقة بشكاوى متكررة إلى شركة الكهرباء في المحافظة من كثرة ما يواجهونه من انقطاعات متكررة في التيار، تستمر في بعض الأحيان إلى عشرين ساعة متواصلة، إلا أن شكواهم تصاب بالتجاهل فتذهب أدراج الرياح. ووصل الأمر مبلغه، إذ شهدت المنطقة منذ الساعات الأولى من صباح أول من أمس (الثامنة والربع) انقطاعاً في التيار الكهربائي استمر حتى الساعة الواحدة والربع ظهراً. وعلى رغم ذلك فقد جاءت عودته ضعيفة، ما حدا بالكثيرين بالفرار بعائلاتهم إلى محافظة قلوة متحملين عناء السفر والترحال إذ تبعد عن «الحجرة» 40 كيلو متراً وذلك لاستئجار شقق مفروشة تقيهم لهيب الصيف الساخن في «القطاع التهامي». حادثة انقطاع التيار الكهربائي لم تقف عند تضرر أهالي المنطقة من الدفع بهم إلى حيث الاضطرار إلى تأجير شقق مفروشة فحسب، بل ألقت بظلالها على حركة المراجعين، إذ توقف الكثير من الدوائر الحكومية في المناطق المذكورة وتعطلت معاملاتهم تماماً، في الوقت الذي قررت فيه إدارات المدارس في المنطقة تسريح الطلاب والطالبات قبل فترة الظهيرة أي بعد حوالى العاشرة صباحاً مباشرة. من جهتهم، أبدى عدد غير قليل من أصحاب المحال التجارية امتعاضهم من الانقطاع غير المبرر - بحسب وصفهم- وكشفوا تعرضهم لخسائر وتلفيات كبيرة في البضائع، خصوصاً تلك التي تعتمد على المحافظة بأجهزة التبريد مما حدا ببعضهم التفكير جدياً في مطالبة شركة الكهرباء بتعويض عن تلك الخسائر الناجمة عن انقطاع التيار الكهربائي. وعن الأوضاع الصحية، أكد مصدر مطلع في مستشفى الحجرة ل «الحياة» أنهم جعلوا المولدات الاحتياطية تعمل بعد عشر ثوان فقط من انقطاع التيار الكهربائي وأن المستشفى يسير على أفضل حال وأن متطلبات المراجعين والمرضى يتم إنجازها كما هو معتاد. بدوره، أكد عبدالله الزهراني (أحد أهالي الحجرة) تحرك الكثير من أهالي المركز باتجاه تقديم شكوى ضد شركة الكهرباء، مضيفاً أن عدم وجود فرق طوارئ الكهرباء بمركز الحجرة وما جاوره، يضطر شركة الكهرباء إلى إرسال فرقة من قلوة، وفي بعض الأحيان تعجز تلك الفرق عن حل المشكلة، ما يضطر شركة الكهرباء لإرسال فرقة من مدينة الباحة. وطالب الزهراني بإنشاء مركز تقوية لحل أزمة انقطاع التيار الكهربائي التي اعتاد عليها أهالي المركز صيف كل عام ولكنها هذا العام قد زاد معدلها وطالت مدتها بشكل لافت.