يخشى سمير أبو أحمد (43 سنة) ان يؤدي انسحاب القوات الأميركية من بعقوبة إلى إعادة تهجيره، بعدما عاد وعشرات أخرون الى حي بهرز جنوبالمدينة. و قال أبو أحمد ان «القلق والمخاوف بدأت تساور كل الأسر العائدة اذا قررت الإدارة الأميركية سحب قواتها الموجودة» وأضاف: «نخشى ان يتسبب هذا الانسحاب بإعادة تهجيرنا فقد بدأت مؤشرات الهجمات المسلحة بالعودة، متزامنة مع التوتر الطائفي. لقد ذقنا مرارة التهجير وعشنا مأساة لا يمكن وصفها». لكن فؤاد رستم الذي يعمل بائعاً في سوق شعبية واستأنف مهنته بعد تهجيره الى النجف. قال: «نتمنى على الأجهزة الأمنية أن تحسن أداءها وتحمي الأسر التي تهم بالهرب من المدينة بعد ان ساد اعتقاد لدى الأهالي بعودة التوتر الطائفي». ويشن مئات الجنود الأميركيين الى جانب القوات العراقية، حملات امنية واسعة في عدد من المناطق والأحياء التابعة لمحافظة ديالى بعدما أعلنتها تنظيمات مسلحة مرتبطة بالقاعدة «ولاية اسلامية». وكانت الحرب الأهلية التي شهدتها المدينة قبل ثلاث سنوات ادت الى نزوح 54 الف اسرة سنية وشيعية الى مناطق آمنة. وأكد مصدر امني، طلب عدم ذكر اسمه ل «الحياة» ان «هدف التنظيمات المتطرفة العودة مع معتقداتها على اثر نجاحها في بعض العمليات». الا ان الناطق باسم قيادة الشرطة في المدينة الرائد غالب عطية الكرخي قال ل»الحياة» ان « الحملات الأمنية يتم تنفيذها بقوات عراقية، ما يعني ان هذه القوات قادرة على الإمساك بزمام الأمور قياساً بأدائها قبل سنتين». أعرب وجهاء المدينة وشيوخ العشائر عن أملهم بأن توقف مشاريع المصالحة الوطنية هذه المخاوف. وقال الشيخ ناصر الهذال وهو من أبرز شيوخ عشيرة عنزة ل»الحياة» ان «العشائر في حاجة الى ميثاق شرف وطني يتم من خلاله تأسيس مجلس في ديالى على ان تحل من خلاله كل النزاعات والخلافات اضافة الى تأكيد شيوخ هذه العشائر حماية الأسر التي تمكنت من العودة الى مناطقها». وكانت منشورات لتنظيم «دولة العراق الإسلامية» هددت بشن هجمات على مساجد المدينة، وقتل رجال دين، ما أثار مخاوف من اعادة مسلسل التهجير والتجزئة المناطقية مذهبياً.