يستعد الطفل مشاري البوشل، الذي تعرض للتسمم، بعد ان دست عاملة منزلية آسيوية، سماً، يُستخدم لقتل الفئران في حليبه، لإجراء عملية زرع كبد الأسبوع المقبل، في مستشفى القوات المسلحة في الرياض، الذي نقل إليه قبل أيام بعد ان بينت الفحوصات الأولية تطابق الأنسجة بينه وبين والده. فيما بدأت حال الطفل تميل إلى التحسن. وقال والد الطفل احمد البوشل، ل «الحياة»: «بدأت حال ابني في التحسن، بعد نقله إلى مستشفى القوات المسلحة، إذ فتح عينيه مساء أول من أمس. وكان ينظر إلي وإلى أمه، بعد 13 يوماً في وضع التخدير»، موضحاً أنه «أصبح يشعر بما يدور حوله، وحركته أصبحت طبيعة. كما أزيل جهاز التنفس الاصطناعي عنه، وبدأ يتنفس في شكل طبيعي. وحاله الآن مستقرة». وأضاف البوشل، «تُجرى له الفحوصات والتحاليل والأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي، لمعرفة وضع الدم والكلى والقلب. ويُعطى الأدوية والعلاج ضد التسمم بانتظام، وبمتابعة مستمرة، حتى يتم تجهيزه لعملية زرع الكبد، إذ سيتم استئصال جزء من كبدي، لزرعه في جسده الأسبوع المقبل»، متمنياً عودته «سريعاً» إلى والدته وأخوته الأربعة». وكان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان بن عبد العزيز، أمر بنقل الطفل مشاري، من مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام، إلى مستشفى القوات المسلحة في الرياض، بعد تعرضه إلى التسمم، إثر تناوله حليباً مخلوطاً ب «سم فئران»، إضافة إلى أدوية، دستها عاملة منزلية في رضاعته. ونقل الطفل مشاري ووالداه، من طريق سيارة إسعاف من مستشفى الملك فهد التخصصي، يرافقه طاقم طبي وتمريضي، إلى مطار القاعدة الجوية في الظهران، وأقلتهم طائرة إخلاء طبي إلى مدينة الرياض، وذلك لمتابعة حال الطفل. وأعرب والد الطفل احمد البوشل، عن شكره لولي العهد، على «متابعته لوضع ابني، وهذا ليس غريبا على قادتنا، الذين عرفناهم إلى جانب شعبهم في السراء والضراء». كما شكر المسؤولين في المستشفى التخصصي، على «متابعة وضع مشاري، وتوفير الرعاية الكاملة له». ويعاني مشاري (ثلاثة أشهر) من «إنزيمات في الكبد»، و»حموضة وسيلان شديدين في الدم» إضافة إلى «اضطرابات في القلب»، إثر تناوله حليباً مسمماً قدمته له عاملة منزلية آسيوية، كانت تعمل لدى أسرته منذ أربع سنوات، في محاولة، على ما يبدو، لقلته، انتقاماً من والديه، لأسباب لا زالت مجهولة، إذ يؤكد والد الطفل، ان العاملة كانت تلقى «معاملة حسنة» منه ومن زوجته وأطفالهما الخمسة، مضيفاً «لم نتأخر في تسليمها رواتبها الشهرية طوال سنوات عملها. كما كنت أعطيها إجازة سنوية، لمدة شهر، تقضيها في موطنها. كما أفردن لها جناحاً خاصاً في منزلنا، الذي انتقلنا إليه أخيراً». وألمح إلى دور لعبته عاملات أخريات يعملن في منازل أقاربه، إذ كانت عاملته تلتقي بهن أثناء زياراتهم لأقاربهم في محافظة الأحساء. وذكر البوشل، ان «العاملة قامت بصنع خلطة سرية، عبر طحن أدوية تستخدم لتسكين الآلام، ومزجتها في «سم الفئران»، ووضعتها في الرضاعة، ممزوجة بالحليب الاصطناعي، من دون أن تعلم زوجتي بهذا التصرف الإجرامي، لتفاجئ ان مشاري يقذف الحليب الذي يرضعه مصحوباً بالدم. وتدهورت حاله، حتى نقلناه إلى مستشفى القوات المسلحة في الظهران، وبعد الفحوصات المخبرية تبين أنه تعرض إلى التسمم، وأكدت تلك النتيجة الفحوصات التي أجريت له في مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام».