أحيت مجموعة من الأسماء البارزة في عالم الموسيقى، ذكرى الموسيقي البريطاني ديفيد بووي الذي توفي في كانون الثاني (يناير)، في حفلتين أقيمتا الخميس والجمعة في نيويورك. وقد نفدت بطاقات الحفلتين اللتين أحياهما فنانون تأثروا بأسطورة الروك البريطاني الذي توفي بعد إصابته بالسرطان. إلا أن الحفلتين لم تشكلا استعادة بسيطة لأغاني بووي الشهيرة التي لم يعزف الكثير منها خلالهما، بل حاول الفنانون إيجاد طرق جديدة للغوص في أعمال الفنان البريطاني المتنوعة. وقدم مايكل ستايب من فرقة «آر آي أم» أداء رائعاً، محولاً أغنية «آشيز تو آشيز» التي أصدرها بووي العام 1980 وشكلت بداياته في مجال موسيقى البوب، إلى أغنية ناعمة على البيانو. وقد حل الصمت في قاعة «راديو سيتي ميوزيك هول» التي تتسع لستة آلاف شخص مساء الجمعة عندما بدأ ستايب أداءه وبدا وكأنه في حوار مع بووي في حياة الآخرة أو في الفضاء، كما كان يفضل الفنان البريطاني. وقد أدى همساً الأغنية التي تتناول مرحلة صعبة في حياة رائد الفضاء «ميجور توم» الذي تخيله بووي. وفي معرض أدائه للأغنية يتجه ستايب إلى المغنية كارين إلسون التي شاركته الغناء، قائلاً من كلمات الأغنية: «أنا سعيد وأتمنى أن تكونوا سعداء أيضاً»، فيما عزف المؤلف الموسيقي بول كانتلون على البيانو. وخصص اليوم الأول من هذا التكريم مساء الخميس في «كارنيغي هول» لجمع أموال للبرامج الموسيقية في المدارس، وتزامن بدء بيع البطاقات لهذه الحفلة التي أعلنت قبل وفاة الفنان، صدفة مع إعلان وفاة بووي في 10 كانون الثاني. وإثر وفاة بووي، قرر المنظمون إضافة حفلة ثانية في «راديو سيتي ميوزيك هول» مع الفنانين أنفسهم تقريباً. وكشفوا أن الحفلتين سمحتا بجمع أكثر من 300 ألف دولار. وأصدر بووي ألبومه الأخير «بلاك ستار» بالتزامن مع عيد ميلاده التاسع والستين قبل يومين من وفاته. ورغم مرضه كان الألبوم من أكثر أعماله ميلاً إلى التجريبية مع تضمينه الكثير من الجاز واختلاط صوت الفنان بصوت الساكسوفون. وقد صعد دوني ماك كاسلين عازف الساكسوفون الذي اختاره بووي للعزف في ألبومه الأخير إلى المسرح، مؤدياً «لاتزاروس» أحد الأعمال في ألبوم «بلاك ستار». ومع غياب صوت بووي تولى عازف الساكسوفون هذه المرة الغناء بمفرده، ووقف الحضور له مصفقاً. وأدّت آن كالفي وأماندا بالمر الأغنية الرئيسية في الألبوم وهي بعنوان «بلاك ستار»، تمتد على عشر دقائق وتتناول العنف. ومن الفنانين الآخرين الذين شاركوا في التكريم بلوندي وجوزف آرثر وفرقة «فلايمينغ ليبس». ومع أن بووي كان مقيماً في نيويورك في سنوات عمره الأخيرة، اختارت عائلته عدم المشاركة في أي مراسم ذكرى. وهي تنوي نثر رماده في بالي الأندونيسية، كما جاء في وصيته.