نفى مشاركون في «أسطول الحرية» أطلق سراحهم خلال اليومين الماضيين، رواية إسرائيل لما حدث خلال الاعتداء على السفن، مؤكدين أن البحرية الإسرائيلية بادرت بإطلاق نيرانها على الأسطول، ونفوا وجود أسلحة في حوزة أي من المتضامنين. ورووا وقائع الإهانات التي تعرضوا لها والعنف الشديد الذي تعامل به الجنود معهم. وتساءل كاتب سويدي مشهور كان على ظهر إحدى السفن عما إذا كانت الدولة العبرية ستطلق قنبلة ذرية على سفن المساعدات القادمة. ربان سفينة تركية: صوبوا مسدساتهم إلى رؤوسنا اسطنبول - رويترز - أكد ربان سفينة تركية شاركت في «أسطول الحرية» أن سفينة حربية إسرائيلية هددت سفينته قبل أن يصعد عناصر الكوماندوز إلى ظهرها، ويصوبوا أسلحتهم إليه وإلى ملاحيه. وقال الربان حسين توكالالاك في مؤتمر صحافي: «صوبوا مسدسين إلى رأس كل منا. وكانت حقاً مسدسات مثيرة مثل تلك التي تشاهدها في الأفلام». ولم يصب أحد بسوء على متن سفينة توكالالاك، إذ كان القتلى التسعة على متن «مافي مرمرة» السفينة الرئيسة في القافلة المكونة من ست سفن. وقال توكالالاك الذي عاد إلى اسطنبول مع طاقمه بعدما أفرجت عنه إسرائيل، إن سفينة البضائع التي كان يقودها وتحمل معظم المعونات كانت خلف «مافي مرمرة» مباشرة. وأشار إلى أنه شاهد أضواء في البحر والجو ومروحيات تقترب من القافلة حين كانوا على بعد 68 ميلاً خارج المياه الإقليمية لإسرائيل، قبل أن تنطلق زوارق سريعة نحوهم وتحلق المروحيات فوق السفن. وأضاف أنه أبلغ الزوارق المقتربة من خلال مكبر للصوت أن سفينته في المياه الدولية ولا تحمل شيئاً محظوراً، وأن ربابنة السفن الأخرى فعلوا الشيء نفسه، لكن الإسرائيليين هددوا بفتح النار وإغراقهم. وتابع نافياً الرواية الإسرائيلية بأن الجنود لم يفتحوا النار إلا عندما تعرضوا للهجوم على ظهر «مافي مرمرة»: «بدأوا إطلاق النار في شكل مباشر على مافي مرمرة. ولم يبالوا هل هي مقدمة السفينة أم مؤخرتها». وأكد أنه رأى الدخان يتصاعد من السفينة والمروحيات تنزل، «فظننت أنهم سيغرقونها... قال ربان مافي مرمرة (عبر نظام الاتصالات) إنه جرح وإن آخرين على متن سفينته جرحوا. وبدا أنه خائف وأصابنا الخوف أيضاً». وأوضح أن الاتصالات مع «مافي مرمرة» كانت على ما يبدو تتعرض للتشويش، لكن ربانها تمكن في النهاية من إجراء اتصال وقال إن الكوماندوز حطموا النوافذ وألقوا قنابل غاز. وأمر رئيس مؤسسة حقوق الإنسان والحريات والإغاثة الإنسانية التركية بولنت يلديريم الذي كان على متن «مافي مرمرة» السفن الأخرى بالابتعاد والانتظار. ونقل عنه توكالاك قوله: «نحن في مأزق شديد ولدينا جرحى وقتلى». واقتربت السفن الحربية الإسرائيلية من السفن الخمس الأخرى وحذرتها من أنها ستتعرض لإطلاق النار إذا لم تتوقف. وقال توكالاك: «كان لا بد من أن نتوقف لتفادي سقوط مزيد من القتلى»، وكان هذا آخر أمر أصدره قبل أن يسيطر الإسرائيليون على السفينة ويصبح سجيناً على سفينته. كاتب سويدي: هل سيطلقون قنبلة ذرية على السفن القادمة؟ استوكهولم - أ ف ب - ندد الكاتب السويدي هينينغ مانكيل الذي طرد من إسرائيل، بالهجوم على «أسطول الحرية»، معتبراً أنه «دليل على ضعف اسرائيل». وتساءل: «ماذا سيحصل السنة المقبلة حين نعود بمئات السفن؟ هل سيطلقون قنبلة ذرية؟». وقال مانكيل مؤلف الروايات البوليسية الناجحة «فالاندر» بعيد وصوله مساء أول من أمس لوكالة محلية: «اليوم نعرف أن إسرائيل ضعيفة. لا أحد كان يتوقع أن يرد بقية العالم بهذه الطريقة. إنهم معزولون تماماً. لقد ضاق الناس بالفظاظة والعنف الذي ينوء به ضمير هذه السلطة». وكان مانكيل مع عشرة سويديين آخرين، على أحد مراكب «أسطول الحرية» التي اقتحمها كوماندوز البحرية الإسرائيلية. وتم توقيفهم بعد الهجوم الذي خلف تسعة قتلى على الأقل. وعاد أيضاً إلى السويد النائب محمد قبلان والطبيبة فيكتوريا ستراند بعدما خُيّرا بين الترحيل أو الملاحقات القضائية في إسرائيل، بحسب وسائل اعلام سويدية. المطران كبوجي: حققنا هدفنا بتعرية إسرائيل نصيب (الحدود السورية - الأردنية) - نورالدين الأعثر - وصل المتضامون السوريون الأربعة الذين كانوا على متن «أسطول الحرية» إلى معبر نصيب على الحدود السورية - الأردنية أمس وسط استقبال شعبي ورسمي. ورافق السفير السوري في عمان بهجت سليمان العائدين الأربعة وهم مطران القدس السابق في المنفى هيلاريون كبوجي ومحمد سلطة وحسن الرفاعي وشذا بركات. وقال كبوجي: «حققنا هدفنا بتعرية إسرائيل وإظهارها على حقيقتها، البلد العنصري الفاشي. هم لا يسعدون إلا بالتجاوزات على حقوق الشعوب خصوصاً الشعوب العربية والشعب الفلسطيني»، لافتاً إلى أنه تعرض إلى «اعتداء وحشي من قبل جنود الاحتلال الإسرائيلي الذين كبلوا يدي وأهانوني وأراد أحدهم أن يوقعني أرضاً من دون أي رادع إنساني أو أخلاقي». وعبرت شذا بركات عن أملها بالعودة مرة ثانية. وقالت: «علينا أن نكرر المحاولة حتى كسر الحصار وتحرير كامل فلسطين... ما جرى بداية النهاية لإسرائيل». وأضافت: «عاملونا في غاية الوحشية. وأكثر من خمس ساعات ونحن على سطح السفينة تحت الشمس، الرجال مقيدون وعلى ركبهم. لم يحترموا أحداً، كلنا كنا مقيدين بلا ماء ومن دون الذهاب إلى دورة المياه، منعونا حتى من التحدث، لكنني قلت للإسرائيلين سنعود مرة أخرى». وحملت شذا معها شالاً مضطرجاً بدماء متضامن تركي قالت إن الإسرائيليين ألقوا جثته في البحر بعد قتله. وأشار مراسل تلفزيون القدس في دمشق حسن الرفاعي الذي كان على متن إحدى السفن إلى أن الإسرائليين حاولوا إجبارهم على التوقيع على ورقة تدينهم بتهمة التسلل إلى إسرائيل، الأمر الذي رفضوه، مشيراً إلى أن الجنود الإسرائيليين بادروا بإطلاق النار على المتضامنين على ظهر السفينة. نائب مصري: تسلح المتضامنين أكذوبة إسرائيلية لتغطية الجريمة القاهرة - أحمد رحيم - روى النائب المصري الدكتور محمد البلتاجي ل «الحياة» بعض تفاصيل الهجوم الإسرائيلي على «اسطول الحرية» الذين كان ضمن المشاركين فيه. وقال بعد إبعاده عبر مركز طابا الحدودي، إنه «قبل صلاة الفجر بنحو ساعتين عمد الصهاينة إلى التشويش على اتصالات السفن ما تسبب في قطع الاتصالات بينها، وقبل الصلاة بنحو ساعة شاهدنا زوارق إسرائيلية تحوم في المنطقة وتقترب من السفينة التركية مرمرة». وأضاف: «حين بدأنا الصلاة سمعنا صوت مروحيات تحوم فوق السفينة وقبيل انتهاء الصلاة شاهدنا جنود الاحتلال يقومون بعملية إنزال جوي، فلم نأبه بهم فبدأوا في إطلاق الرصاص المطاطي على المتضامنين في محاولة لإرهابنا لكننا لم نتحرك». وأشار الى انه «حين فوجئ الجنود برباطة جأش المتضامنين أصابهم الذعر فبدأوا في إطلاق الرصاص الحي في شكل عشوائي على المتضامنين ما تسبب في حالات وفاة وإصابات نافذة في أماكن خطرة، فقسمنا أنفسنا إلى فرق عمل وكنت أنا من المسؤولين عن غرفة العمليات الطبية أسفل السفينة. وبعد حدوث وفيات، ترك المتضامنون ظهر السفينة إلى الطبقات السفلى، وحض قائد السفينة التركي قوات الاحتلال على وقف العنف لوجود قتلى ومصابين بين المتضامنين، لكنهم استمروا في استهداف أي شخص على سطح السفينة إلى أن سيطروا على السطح تماماً وطلبوا تعزيزات عسكرية للسيطرة على بقية السفن واستمر الإنزال الجوي نحو 3 ساعات إلى أن تمت السيطرة على السفينة قبل تقييد النساء والرجال والنواب العرب والأجانب والإبحار إلى ميناء أشدود الذي وصلناه في السابعة مساء تقريباً». وكذب الرواية الإسرائيلية باستخدام المتضامنين العنف ضد جنود الاحتلال. وقال: «لم تكن هناك أسلحة مع المتضامنين، هذه أكذوبة اخترعوها للتغطية على جريمة مهاجمة القافلة وقتل المتضامنين بدم بارد، كانت هناك مقاومة سلمية لمحاولة قتل المزيد منا». الطبطبائي: أطلقوا النار قبل الإنزال الكويت - حمد الجاسر - استقبلت الكويت أمس مواطنيها الستة عشر العائدين من سجن بئر السبع الإسرائيلي الذي نقلوا إليه مع مئات المشاركين في «أسطول الحرية». وقال النائب في مجلس الأمة (البرلمان) وليد الطبطبائي إن الإسرائيليين تعاملوا «بخشونة وفظاظة» مع ركاب السفينة التركية «مرمرة» كافة. وتقدم رئيس البرلمان جاسم الخرافي ورئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد مئات المستقبلين في مطار الكويت صباح أمس، إذ وصلت طائرة خاصة نقلت الكويتيين، وبينهم خمس نساء، من مطار ماركا في العاصمة الأردنية. وشرح النائب الطبطبائي الذي كان على متن «مرمرة» ل «الحياة» تسلسل أحداث الهجوم الإسرائيلي، فقال إن «الزوراق الإسرائيلية ظهرت في أفق البحر عند منتصف الليل وبدأت توجه أضواءها نحونا وتحاول التشويش على اتصالات السفينة مرمرة، وعندما شرعنا بأداء صلاة الفجر بعد الرابعة بقليل سمعنا من يصرخ، فإذا بالزوارق تلاصق سفينتنا ويحاول بعض الكوماندوز الصعود عليها، لكن الأتراك الذين شكلوا خط الدفاع الأول عن الركاب قاوموا الإسرائيليين بالعصي ومنعوا صعودهم». وتابع: «بعد ذلك حلقت المروحيات فوق السفينة وسمعت طلقات نارية وسقط بعض المصابين بينهم شهيدان حتى قبل نزول أول جندي، ولما نزل الجنود من المروحيات قاومهم الركاب بالعصي وكل ما يمكن أن ينزعوه من أجزاء السفينة، وأظهر الأتراك خصوصاً شجاعة بالغة وضربوا بعض الجنود بقوة وأسروا منهم ثلاثة بعدما جردوهم من سلاحهم وأحضروهم إلى مقطورة خلفية». وأضاف: «رأيت الإسرائيليين الثلاثة وكانوا مهزوزين جداً وأحدهم كان يبكي، غير أن الشباب لم يروا مصلحة في الاستمرار في احتجازهم فأطلقوهم خصوصاً أن 30 من الكوماندوز كانوا سيطروا على السفينة وعلى مقصورة القيادة بعد وابل من الرصاص والقنابل الصوتية». وقدر أن عملية الاقتحام استمرت 15 دقيقة، «وبعد ذلك تم وقف السفينة واعتقال جميع الركاب وتكبيلهم، وبينهم الطاقم. وكان ربان السفينة التركي جالساً إلى جانبي موثقاً ولم يظهروا له أي احترام... وتدخلت بقوة النائب في الكنيست حنين الزعبي التي كانت ضمن المتطوعين لتحسين أسلوب معاملة الركاب». وأوضح أن «الرحلة إلى ميناء أشدود استغرقت 10 ساعات، ما يشير إلى بعد المسافة. وقال لي القبطان إن الهجوم وقع علينا ونحن على بعد 75 ميلاً بحرياً (139 كلم) عن غزة في عمق المياه الدولية، وطوال احتجازنا في السفينة لم يسمح لنا بالتحرك أو الذهاب إلى دورة المياه وتمت مصادرة هواتفنا وكل امتعتنا». ولدى وصولهم إلى اشدود، «أدخلنا إلى خيام وطلب منا توقيع طلب بالإبعاد بصفتنا متسللين غير شرعيين، لكننا رفضنا التوقيع وقلنا إننا اسرى عملية قرصنة في المياه الدولية، وطلب المحقق الإسرائيلي مني معلومات عما كنت أفعله على سطح السفينة لكنني رفضت الإجابة، وقال لي: ألست أنت النائب الكويتي الذي ذهب إلى غزة؟، فقلت له: هذا ليس من شأنك». وقال الطبطبائي: «وضعونا في حافلات مغلقة ليست لها نوافذ سارت بنا ساعة ونصف الساعة تقريباً، قبل أن نصل إلى ما علمنا أنه سجن بئر السبع صباح الثلثاء، ووزعونا على عنابر بدت لنا أنها جديدة وكأنها جزء من مشروع توسيع للسجن، وفي كل زنزانة وضعوا أربعة ركاب، وجاءنا ضباط وقالوا من يوقع على الأوراق يطلق سراحه، ومن يرفض سيبقى في السجن، فرفضنا التوقيع. وفي المساء بدأ سفراء وقناصل الدول المختلفة يأتون لتفقد مواطنيهم ويتعهدون إطلاق سراحهم فوراً، وجاءنا القنصل الأردني وقال إن الأردن يتعهد إطلاق سراح جميع العرب المحتجزين وليس فقط الأردنيين... وفي العاشرة ليلاً أخرجونا إلى حافلات بصورة عشوائية، وقيل لنا إننا سننقل إلى الأردن واستغرقت الرحلة إلى جسر الحسين ساعات طويلة توقفت فيها الحافلات مراراً». وأكد أن «ما حدث لن يزيدنا إلا تصميماً على نصرة قضية الشعب الفلسطيني ورفع الحصار عن غزة». ناشطون مغاربيون: تعرضنا للإهانة والضرب بقسوة عمان - أ ف ب - روى عدد من الناشطين العرب الذين وصلوا إلى الأردن بعد ترحيلهم من إسرائيل هول ما لاقوه خلال عملية الاقتحام الإسرائيلية الدامية. وقال عضو مجلس النواب المغربي النائب عبدالقادر عمارة (47 سنة) إن «ماحدث أمر لا يصدق... لا أصدق حتى الآن كيف أطلق هؤلاء الجنود المجرمون الرصاص الحي على الناس وكأنه فيلم سينمائي، أحد المشاركين الأتراك كان قريباً مني عندما أصيب وسقط جثة هامدة». وأشار إلى أنها «كانت عملية عسكرية منظمة شاركت بها قوات خاصة وقوات من البحرية الإسرائيلية». وأضاف: «عندما اقتحمت السفينة في الساعة الرابعة والربع من صباح الإثنين استعمل الجنود الإسرائيليون كل العنجهية والوحشية والإجرام ضدنا... رأينا بعض المشاركين يسقطون قتلى فطلبنا من الجميع الهبوط إلى الطبقة السفلى من السفينة». وأوضح أن «الأتراك قُتلوا بدم بارد وكان بالإمكان احتجازهم أو أسرهم، فهم كانوا غير مسلحين كما ضرب بعض المشاركين بأعقاب البنادق، ثم أطلق النار عليهم... لم يتم تنبيهنا من قبل الجيش الإسرائيلي قبل اقتحام السفينة، وتم استعمال القوة ضد المدنيين العزل. لم يكن لدينا أي سلاح أو ذخيرة وعانينا لأيام من دون نوم». وأكد أن «المطران كبوجي تعرض للضرب هو الآخر كما تعرضنا لإهانة وتهكم وحرمونا حتى من حاجاتنا الأساسية، لم نستطع حتى دخول الحمام، قيدونا وأركعونا على ركبنا وآذونا نفسياً ولم يقيموا اعتباراً انسانياً». وقالت الناشطة الجزائرية صالحة نويصرية (51 سنة): «تعرضنا للإهانة والضرب بعد الإنزال مباشرة، تم اعتقالنا وتكبيلنا بالأصفاد ووضعونا على ظهر السفينة ثماني ساعات تحت اشعة الشمس الحارقة... عانينا من معاملة غير إنسانية وإهانة، كانوا يصوبون البنادق نحو صدورنا ويهينوننا بكلام بذيء، عاملونا بقسوة مفرطة حتى أن أحد أعضاء البرلمان الجزائري أصيب في عينه... منعونا حتى من قضاء الحاجة وصادروا كل أغراضنا». وقالت الناشطة الجزائرية نجوى سلطان (48 سنة): «جردونا من كل شيء حتى ملابسنا الداخلية، لم ننم منذ الإنزال ولم نعرف كم مضى من الوقت، حققوا معنا وعاملونا بسوء وكأننا إرهابيون ونحن أناس مسالمون لانحمل أي سلاح أو ذخيرة... هدفنا وصلنا إليه والحصار انكسر والحمد لله تم فضح إسرائيل أمام العالم».