أدى رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج، صلاة الجمعة في مسجد وسط العاصمة، في أول ظهور علني له في شوارعها منذ عودته إلى البلاد. وبعد بروز موجة تأييد محلي ودولي لحكومة الوفاق، أعلنت السلطات غير المعترف بها دولياً في طرابلس، أنها لن تتشبث بالسلطة لكنها ستعارض سلمياً. وشارك السراج وأعضاء حكومته في صلاة الجمعة في مسجد ميزران الواقع قرب المدينة القديمة وسط إجراءات أمنية مشددة. وانتشرت على موقع «تويتر» صور لمصلين تجمعوا حول السراج داخل المسجد والتقطوا صوراً معه. وحظيت حكومة الوفاق الوطني الليبية بدعم داخلي مهم مع إعلان بلديات 10 مدن ساحلية غرباً وحرس المنشآت النفطية، تأييدها. وشكّل خروج المدن الممتدة من طرابلس وحتى الحدود التونسية عن سلطة حكومة الغويل، ضربة لهذه الحكومة، التي فقدت بذلك السيطرة على الجزء الأكبر من الغرب الليبي في وقت بدأت تشهد طرابلس تحركات مدنية مناهضة لها. كما يمثل إعلان حرس المنشآت النفطية عدم السماح بالتصدير إلا لصالح حكومة الوفاق الوطني، انتكاسة للحكومة في شرق ليبيا المدعومة من البرلمان المعترف به دولياً، والتي كانت تتطلع إلى وضع يدها على هذه الموانئ لتحصيل إيراداتها. وأصدر خليفة الغويل، رئيس حكومة الإنقاذ الوطني (غير الشرعية) بياناً في وقت متأخر ليل الخميس- الجمعة، أكد فيه أن معارضته حكومة الوفاق ستكون ب «الطرق السلمية والقانونية ومن دون استخدام القوة أو التحريض على القتال والصراع بين أبناء الوطن الواحد». وقال الغويل في البيان: «أعلن أنني لا أسعى إلى سلطة أو منصب وأطالب بإعطاء الفرصة لأبناء الوطن الخيرين من الثوار ومؤسسات المجتمع المدني والأعيان والعلماء لتقرير ما يرونه مناسباً لحقن الدماء وإيجاد مخرج من الأزمة التي تمر بها بلادنا الحبيبة». وأعلن إعادته الأمانة إلى المؤتمر الوطني «صاحب السلطة». ودعا رؤساء وممثلو البلديات العشر في بيان مشترك، عقب اجتماع في صبراتة (70 كيلومتراً غرب طرابلس)، الليبيين إلى «الوقوف صفاً واحداً لدعم حكومة الوفاق». وقال هؤلاء في البيان الذي نُشِر في الصفحة الرسمية لبلدية صبراتة على موقع «فايسبوك»، إن بلديات مدنهم الواقعة بين طرابلس والحدود التونسية غرباً تدعم وصول «حكومة التوافق إلى العاصمة طرابلس». ودعوا الحكومة إلى «السعي لإنهاء الصراعات المسلحة وبشكل عاجل في كامل التراب الليبي»، وعلى إصلاح الوضع الاقتصادي. كما تظاهر حوالى 300 شخص في ساحة الشهداء في طرابلس تأييداً لحكومة الوفاق، في أول تأييد علني في العاصمة الليبية لهذه الحكومة منذ إعلان تشكيلها. وهتف المتظاهرون: «ارحل ارحل يا الغويل» و «الشعب يريد حكومة الوفاق»، ورفعوا أعلاماً بيضاء وأعلاماً ليبية. في الوقت ذاته، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إرولت في مقابلة مع صحيفة فرنسية نُشرت أمس، أن على المجتمع الدولي الوقوف على أهبة الاستعداد لمساعدة حكومة الوفاق الوطني الجديدة في ليبيا في حال طلبت، بما في ذلك عسكرياً. وقال إرولت لصحيفة «ويست فرانس» المحلية، إن «ليبيا مصدر قلق مشترك لبلدان المنطقة وبلدان خارجها. والفوضى التي تسود اليوم تعزز التنامي السريع للإرهاب، ما يشكّل تهديداً مباشراً للمنطقة ولأوروبا. داعش يتراجع في سورية والعراق، لكنه يتقدم ميدانياً في ليبيا».