فيما أغلقت المحكمة الجزائية المتخصصة أمس (الخميس) ملف واحد من أكثر مثيري الفوضى والتطرف في المنطقة الشرقية، مصدرة حكماً ابتدائياً بقتله تعزيراً، لا تزال قضية أخرى توازيها في الأهمية قيد نظر المحكمة، إذ ينظر القضاة في ملف خلية التجسس المرتبطة بالاستخبارات الإيرانية، بعقد الجلسة ال12 من الرد على التهم أمس، وذلك بمثول المتهمين ال23 وال24 أمام المحكمة. ودانت المحكمة مواطناً (في العقد الثاني) بالسعي للإفساد والإخلال بالأمن وإشاعة الفوضى، وإثارة الفتنة الطائفية، وثبتت لديها إدانته باستهداف رجال الأمن والدوريات الأمنية أثناء تأدية عملهم، بإطلاق النار عليهم أكثر من مرة (من سلاح رشاش)، بل إنه شكل مع مجموعة ممن يوافقونه التوجه ذاته ما يشبه الفريق لمهاجمة مركز شرطة تاروت (شرق البلاد)، بإطلاق النار على مقرّ الشرطة أكثر من تسع مرات، بحسب لائحة الادعاء العام. وشارك المدعى عليه مرات عدة في التجمعات المخلة بالأمن التي وقعت في (تاروت)، ويقوم عليها مثيرو الشغب لترديد العبارات المناوئة والمسيئة إلى الدولة، كما ثبتت حيازته سلاحاً من نوع رشاش من دون ترخيص رسمي، بقصد الإخلال بالأمن الداخلي، كما تسلّم مبلغاً مالياً من أحد المطلوبين أمنياً في مقابل مشاركته في إطلاق النار على مركز شرطة (تاروت)، وتستره عليه. وفي ما يتعلق بقضية التجسس، مثل أمس أمام المحكمة المتهمان ال23 (متخصص في الفيزياء النووية)، وال24 (إيراني يدرس في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة)، وطلب ممثل هيئة التحقيق والادعاء العام في بداية تسليم لوائح التهم (قبل نحو شهرين) من المحكمة تعزير المتهمين؛ بالقتل للأول، وعقوبة مغلظة للآخر. وفي الوقت الذي طلب اختصاصي الفيزياء النووية منحه مهلة للرد على لائحة الادعاء العام، قدّم الطالب الإيراني رده على اللائحة مكتوباً، ووافق القاضي على منح الأول فرصة لكتابة رده في جلسة مقبلة حددت بعد نحو شهر ونصف الشهر، وفي جلسة أخرى ستخصص لعرض الأدلة ورد المدعي العام على جواب المتهم الآخر. إيراني كتب تقارير عن القنوات الدينية .. وجنّد الطلبة الإيرانيين في السعودية تضمنت لائحة الدعوى في حق المتهم ال24 (إيراني الجنسية) ارتكابه جريمة التجسس، بتعاونه مع جهاز الاستخبارات الإيراني لتحقيق أهدافهم، وزرع بذرة الفتنة الطائفية، وتقديمه تقارير ومعلومات استخباراتية عن الأوضاع الأمنية والاجتماعية والاقتصادية، وعدم مراعاته ما قدمته له السعودية من فرصة لتلقي تعليمه في إحدى جامعاتها، وإتاحة سبل العيش الكريم، وارتبط المتهم بأحد عناصر الاستخبارات الإيرانية لتزويده بمعلومات عن بعض الأوضاع الداخلية والخارجية للسعودية. كما قدّم لجهاز الاستخبارات الإيراني معلومات وتقارير سرية عن بعض القنوات الدينية الناطقة بالفارسية، وكذلك عن الطلبة الإيرانيين الدارسين في جامعات السعودية لرصدهم والاستفادة منهم. فيما أقدم المتهم ال23 من عناصر خلية التجسس المرتبطة بالاستخبارات الإيرانية على تجنيد أحد الأشخاص (المتهم الثامن)، وربطه بعنصر الاستخبارات الإيراني، واستعداده لخدمة دولة أجنبية، كما قام بتأهيل نفسه علمياً لخدمة تلك الدولة، من خلال تخصصه بالفيزياء النووية. وعثر في حوزته على ملفات تمس الشأن العام ومخالفة لنظام مكافحة جرائم المعلوماتية، كما عثر في هاتفه المحمول على أرقام مرصودة أمنياً.