لم يخلُ المنتخب على مر مشاركاته في نهائيات كأس العالم، من أبرز النجوم المعاصرين، لكن مع مرور الوقت أصبح مدرب المنتخب دائماً في «وجه المدفع»، فإما يكون «حبيب الشعب» أو «عدو الشعب»، بحسب اختياره للتشكيلة المشاركة في النهائيات، وكل بحسب رؤيته وعقليته، ولسوء حظ عشاق الأسماء اللامعة فإن المدرب الحالي دونغا لا يهمه مدى شعبية النجم أو حجم الفريق الذي يلعب له، لكنه يبحث عمن ينفذ خططه داخل الملعب ضمن معايير محددة، أبرزها الانضباط والالتزام والتجانس، فلم تكن مفاجأة أن تخلو تشكيلته المشاركة في مونديال 2010 من رونالدينيو وادريانو والكساندر باتو وحتى من رونالدو، ما قاد إلى الكثير من الدهشة والجدل، لكن دونغا كان واضحاً منذ البداية، مؤكداً أنه لن ينجذب إلى النجوم في الأندية الكبيرة فقط، وإنما إلى كل من بإمكانه تمثيل البرازيل، فقاده بحثه إلى إيجاد عدد منهم في الدوري الروسي والأوكراني وفي الأندية المغمورة من البطولات الكبرى، لكن دائماً ما يظل مكان هناك للمتألقين، فحوى الخط الدفاعي ثلاثي إنتر ميلان الإيطالي المتوج حديثاً بثلاثية رائعة بينها دوري أبطال أوروبا، الحارس المتألق جوليو سيزار، الذي اعتبره الإيطالي جانليوجي بوفون، أفضل حارس في العالم حالياً، إضافة إلى قلب الدفاع لوسيو والمدافع الأيمن مايكون الذي يتصارع مع متألق آخر على الجهة اليمنى دانييل الفيس، وهما يعتبران حالياً الأفضل في العالم في هذا المركز، وشمل الخط أيضاً المخضرمين جوان (روما) ولويزاو (بنفيكا) وغيلبرتو (كروزيرو). وفي خط الوسط، اعتبر كثيرون أن هذا الخط خلا من أصحاب المهارات الكبيرة ومن صانعي الألعاب المتألقين، فعدا عن كاكا الذي خاض موسماً عادياً مع ريال مدريد، فإن دونغا سيعتمد على ايلانو الذي انتقل إلى غلاطة سراي بعد فشله مع مانشستر سيتي في الدوري الإنكليزي، وعلى جوليو بابتيستا وفيليبو ميلو، إضافة إلى غيلبرتو سيلفا وكليبرسون، ما يعكس أن من يبحث عنهم دونغا هم أصحاب الجهد الكبير والوفير. لكن المشكلة تبقى في تسجيل الأهداف، فبعد استبعاد أصحاب السجل التهديفي المميز أمثال رونالدينيو وباتو وادريانو، فإن دونغا سيعتمد بشكل كبير على أهداف لويس فابيانو المتألق في رحلة التصفيات، الذي سجل 25 هدفاً في 36 مباراة مع المنتخب، إضافة إلى صاحب المزاج المضطرب روبينيو، الذي فضّل الرحيل عن مانشستر سيتي إلى الدوري البرازيلي بعد معاناة مع الإصابات، وجاء اختيار نيلمار وغرافيتي مثيراً للدهشة، فالأول عانى في موسمه الأول في أوروبا مع فياريال، في حين أن غرافيتي لم يقدم موسماً مميزاً مع فولفسبورغ الألماني على غرار الموسم الماضي، خصوصاً أنه تعدى الثلاثين بعام. ربما مرت تشكيلة دونغا من دون عاصفة نقد عنيفة، كونه ببساطة نجح في الفوز بكأس القارات السنة الماضية، على رغم عدم القناعة التامة، وأيضاً يحسب له تأهله إلى النهائيات بتصدره مجموعة التصفيات الأميركية الجنوبية الشرسة.