كابول - أ ف ب – على رغم ان مصطفى ابو اليزيد المسؤول المالي والرجل الثالث في تنظيم «القاعدة» والذي اعلن مقتله أمس، قدم مساعدة مالية لمنفذي اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001، فإنه عارض بحسب مكتب التحقيقات الفيديرالي الاميركي (اف بي آي) مع زعيم حركة «طالبان» الافغانية الملا محمد عمر الاعتداءات بسبب «خشيته من الرد الاميركي». وأدرج «ابو اليزيد»، زعيم «القاعدة» في افغانستان خلال السنوات الثلاث الاخيرة وأحد الاعضاء المؤسسين للتنظيم نهاية الثمانينات من القرن العشرين والصديق المقرب من زعيم التنظيم اسامة بن لادن، على لائحة الافراد والمنظمات الذين جمدت وزارة الخزينة الاميركية اموالهم بعد 11 ايلول. لكن اسمه لم يدرج على لائحة «اف بي آي» «للإرهابيين العشرة المطلوبين» او لائحة وزارة الخارجية للارهابيين الذين وضعت مكافآت لمن يدلي بمعلومات عنهم. وظهر ابو اليزيد الذي كان عضواً ايضاً في مجلس شورى «القاعدة»، في عدد من اشرطة الفيديو منذ ان قدم كزعيم للتنظيم في افغانستان في ايار (مايو) 2007 وهو يرتدي نظارات سميكة وعمامة بيضاء. اما شريطه المسجل الأخير فيعود الى الرابع من ايار (مايو) الماضي، حين اشاد ب «ابو عمر البغدادي» و «ابو ايوب المصري» اللذين قتلا في عملية اميركية عراقية مشتركة. وكان «ابو اليزيد» عضواً سابقاً في حركة الجهاد الاسلامي في مصر، وارتبط بعلاقات وثيقة مع مواطنه الرجل الثاني في «القاعدة» احمد الظواهري. ويعتقد بأنه امضى فترة في السجن بتهمة التآمر لاغتيال الرئيس المصري السابق انور السادات عام 1981. ويقول ياسر السري مدير المرصد الاسلامي في لندن إن «ابو اليزيد ولد في كانون الاول (ديسمبر) 1955 في منطقة الدلتا بمصر. وهو يحظى بثقة بن لادن وادار له عدداً من الاعمال في السودان حيث عاش فترة قبل ان تنفيه الخرطوم عام 1996». وأضاف ان «ابو اليزيد معروف بنزاهته ومهاراته الادارية، الا انه لم يتول اي مسؤولية تنظمية او عسكرية في قلب القاعدة التي كان احد مؤسسيها عام 1989». وتردد ان «ابو اليزيد» حل بدلاً من عبد الهادي العراقي العضو البارز في «القاعدة» في افغانستان، والذي اعلنت الولاياتالمتحدة اعتقاله في نيسان (ابريل) 2007. وفي مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست» قبل سنوات، وصف السري «ابو اليزيد» بأنه «شخص لطيف يتمتع بشعبية بين القيادة الرئيسية للقاعدة». وقال: «لو التقيته لما كنت ستصدق ابداً انه متطرف... انه شخص هادئ جداً».