حدث أدبي تشهده بيروت وهو«الملتقى الأول للرواية العربية» ويجمع نخبة من الروائيين والناشرين اللبنانيين والعرب، وتنظّمه الجمعية اللبنانية للفنون التشكيلية (أشكال ألوان)، بين 29 نيسان(أبريل) و 2 أيار(مايو) 2016. وأصدرت الجمعية بياناً للمناسبة أوردت فيه أبعاد هذا الملتقى وبرنامجه، وجاء فيه: «يأتي هذا الملتقى الأدبي العربي الموسّع، ضمن الجهد المنهجي، الذي تحتضنه الجمعية، لمقاربة التحولات المعاصرة في اللغة العربية وآدابها وفنونها السردية ووظائفها التعبيرية والتواصلية. بات من المعروف أن الرواية العربية تشهد ازدهاراً غير مسبوق، كماً ونوعاً. فعدد الروائيين العرب بات كبيراً، وإنتاج الروايات لا يتوقف على مدار السنة، في مختلف البلدان العربية بلا استثناء. هي اليوم واجهة الثقافة العربية، وكتّابها هم الأبرز مكانة وحضوراً. طباعة الروايات ونشرها وتوزيعها أصبحت هي العمل الأول لدور النشر، التي تتنافس على جذب الروائيين واكتشاف الجدد منهم. بل ويمكن القول إن ازدهار فن الرواية صاحبه أيضاً ازدهار القراءة والمقروئية، وتوسع ملحوظ في سوق الكتاب العربي، وازدياد عدد الطبعات، وتطور تقنيات الطباعة، والعناية الفنية بالأغلفة والورق. في السنوات الأخيرة أيضاً، برز دور الجوائز العديدة المخصصة للرواية العربية، في صنع «نجومية» كتّابها، وفي التأثير في إنتاجها، و تسويقها وانتشارها، وذائقة القراء وميولهم. ومع هيمنة فن الرواية الواضح، نشهد «نزوحاً» من القاصين والشعراء نحو تأليف الروايات، بوصفها النوع الأدبي المرغوب والمقروء، بما يعاكس تاريخ الأدب العربي الذي كانت الصدارة فيه للشعر. ويترافق مع هذا الازدهار تطور آخر بالغ الأهمية، يتمثل في الترجمة الواسعة والحثيثة للروايات العربية إلى اللغات الأجنبية الحية، على نحو مستدام». ومن عناوين المحاور التي سيدور حولها الملتقى على امتداد أربعة أيام: ماهي أسباب ازدهار الرواية العربية، كماً ونوعاً ومقروئية؟، هل باتت الرواية العربية هي التعبير الثقافي الأول عن التحولات الاجتماعية والسياسية والثقافية؟ وبالتالي، هي قاطرة تطور اللغة المكتوبة (غلبة النثر على الشعر)؟، هل يمكن تعيين سمات خاصة للرواية العربية عموماً، أم أن لكل إقليم أو بلد لغته وسماته و»خطه» الروائي؟ ما هو التطور الأبرز الذي يمكن ملاحظته في تقنيات السرد للرواية العربية؟ إلى أي حد كان للثورات والحروب والاضطرابات السياسية دور في إعادة الاعتبار للرواية الواقعية والطابع التسجيلي للسرد؟ بل وأيضاً في إعادة الاعتبار للخطاب السياسي في الرواية؟ خصوصية أدب البوح والسيرة والشهادة الشخصية والتوثيق التاريخي في الرواية السورية والعراقية؟ هل صحيح أن الرواية العربية هي أولاً سيرة ذاتية ومذكرات واعترافات شخصية؟ هل تجاوزت الرواية العربية السجال القديم حول الثالوث المحرم (جنس - دين - سياسة)؟ ما هو أثر ازدهار الترجمة، من وإلى العربية، في الإنتاج الروائي؟ من يخاطب الروائي؟ ما هو قارئه الافتراضي؟ ما هي نظرة القارئ الأجنبي للرواية العربية؟ لماذا يقرأها؟ ما هي أسباب إقبال الدور الأجنبية على إصدار الروايات العربية المترجمة؟ هل الرواية العربية هي اليوم أساس الصناعة الثقافية (مؤسسات وسوقاً ووظائف)؟ إلى أي مدى كانت الرواية العربية السبب المباشر في توسع وازدهار النشر والطباعة والتوزيع والمكتبات؟ أصبحت الجوائز المؤثر الأقوى، إيجاباً أوسلباً، في الإنتاج الروائي (تجارب وشهادات). كيف نقيّم تجربة «محترفات» الرواية وورشها، في تطوير الكتّاب الجدد؟ تبدو الرواية العربية قائمة أساساً على نقد المجتمع، التمرّد على الأهل وعلى التقليد وعلى السلطة. هل الرواية هي تحديداً خطاب أخلاقي مضاد؟ هل هي انتصار لخيار الفرد وحريته؟ هل هي حصراً بنت المدينة، ووعي الطبقة الوسطى وأحوالها؟ ما الذي تغيّر هنا ما بعد مثال نجيب محفوظ؟ وبينما تحضر أسماء مهمة تغيب عن الملتقى أسماء مهمة تمثل تجارب رئيسة في تحولات المسار الروائي العربي، ومنها: إبراهيم الكوني، عالية ممدوح، حنان الشيخ، علوية صبح، خالد خليفة، هدى بركات، ربعي المدهون، الحبيب السالمي، أمين الزاوي، واسيني الأعرج، أحمد زين، رجاء عالم، لينا هويان الحسن، ... اما المشاركون فهم: إلياس فركوح، علي بدر، محمد الشحات، إلياس خوري، أحمد محسن، إنعام كجه جي، أحمد السعداوي، محمود الورداني، حسن داود، أحمد ناجي، شكري المبخوت، مها حسن، محمد أبي سمرا، وضاح شرارة (؟)، إليزابيتا بِرتولّي، صموئيل شمعون، منى برنس، جبّور الدويهي، جمال جبران، خالد المعالي، فاطمة البودي، طالب الرفاعي، مايا أبو الحيّات، هلال شومان، وجدي الأهدل، سحر مندور، ليانة بدر، ميرال الطحاوي، رشيد الضعيف، بشير مفتي، كمال الرياحي، نجوى بركات، إيمان حميدان. ويشرف على الملتقى الشاعر يوسف بزي.