كشف وزير النفط الكويتي بالإنابة أنس الصالح عن التوصل إلى اتفاق مع السعودية لاستئناف الإنتاج في حقل الخفجي، بعد توقف دام أكثر من 18 شهراً، فيما ألمحت مصادر إلى توصل الطرفين إلى اتفاق «مبدئي» في ما يتعلق بحقل الوفرة. وأكد وزير النفط الكويتي أنس الصالح في تصريحات أمس أن بلاده اتفقت مع السعودية على استئناف الإنتاج في حقل الخفجي النفطي المشترك بعد توقفه نحو عام ونصف العام، مشيراً إلى أن حقل الخفجي المشترك مع السعودية سيبدأ صغيراً ثم يزداد طبقاً للاعتبارات البيئية، وكانت «الحياة» نشرت الاتفاق في وقت سابق. ويأتي تصريح الوزير الكويتي بعد «أزمة» على خلفية إغلاق حقل الخفجي والوفرة، الذي تتولى الإشراف عليه شركة عمليات الخفجي المشتركة في المنطقة المقسومة بين البلدين. ذلك لأسباب بيئية بحسب ما صرّح به مسؤولون كويتيون وسعوديون، إذ توقف العمل في الحقل في تشرين الأول (أكتوبر) 2014. وهو مشروع مشترك بين «أرامكو لأعمال الخليج» التابعة لشركة أرامكو السعودية الحكومية، وبين «الكويتية لنفط الخليج». ويأتي هذا تأكيداً لما نشرته «الحياة» في عدد سابق نقلاً عن مصدر كويتي أنه سيتم استئناف العمل في حقل الخفجي، الذي تم إيقاف العمل فيه، وأن عودة العمل ستكون تدريجياً، على أن يعود الإنتاج إلى شكله الطبيعي في أيلول (سبتمبر) المقبل. ولفتت المصادر إلى أن المحادثات التي جرت بين الجانبين السعودي والكويتي لإعادة استئناف الإنتاج في حقل الخفجي لإنتاج 110 ألف برميل يومياً، بعد أن كان ينتج في السابق 300 ألف برميل، فيما ستكون حصة كلا الجانبين من الإنتاج الجديد 55 ألف برميل لكلا الطرفين. فيما يتم حالياً درس الجوانب الفنية في الحقل تمهيداً لعودة الإنتاج، وخصوصاً بعد أن أشعرت وزارة النفط الكويتية مؤسسة البترول الكويتية ببدء عملياتها الفنية لعمليات الإنتاج نتيجة انتهاء معالجة الأسباب الفنية. وقالت إن العمليات الإنتاجية للحقل المشترك استؤنفت بعد انتهاء المدة المقررة لها، وأن الإغلاق لم يكن لأسباب «سياسية» وإنما لأسباب فنية رصدتها الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة السعودية، نتيجة إحراق كميات كبيرة من الغاز المصاحب لإنتاج النفط وهو ما يعد إضراراً بالبيئة، وعلى ضوء ذلك تم خفض عمليات الإنتاج حتى تصحيح معالجة المشكلة البيئية. ورجح مصدر كويتي ل«الحياة» توصل الطرفان إلى حل نهائي لتوقف الإنتاج في حقل الوفرة أيضاً، على غرار قرار استئناف العمل في الخفجي، وخصوصاً أن المحادثات السابقة بين الطرفين تطرقت إلى الموضوع نفسه، فيما ألمح إلى احتمال أن يتم استئناف العمل في حقل الوفرة بعد عودة العمل في الخفجي بفترة قصيرة. وكان السفير السعودي لدى الكويت الدكتور عبدالعزيز الفايز أعرب في تصريحات صحافية سابقة عن تفاؤله بحل مشكلة الحقول النفطية المشتركة مع الكويت، وخصوصاً مع الاتصالات الفنية المشتركة بين الجانبين. يشار إلى أن السعودية والكويت شكلتا أخيراً، لجنة برئاسة كلاً من نائب وزير البترول والثروة المعدنية السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، ووزير الدولة الكويتي الشيخ محمد العبدالله، تعمل على حل «الأزمة»، بعد توقف العمل في حقلي الخفجي والوفرة، وتضرر عشرات الموظفين العاملين في هذا الحقل، وذلك بعد أن أوقفت وزارة البترول والثروة المعدنية السعودية، إنتاج نصف مليون برميل من النفط يومياً، من حقل الخفجي البحري (شمال شرقي السعودية)، بسبب مخالفة شركة «أرامكو لأعمال الخليج»، الاشتراطات البيئية، وتحديداً تطبيق مقاييس الحد من انبعاثات الهواء. وألمحت إلى احتمال أن يتوصل الطرفان إلى حل نهائي لتوقف الإنتاج في حقل الوفرة أيضاً.