لفت سياسيون واقتصاديون تحدثوا ل«الحياة» إلى الطريقة الاستراتيجية التي انتهجتها دول التحالف الإسلامي في مكافحة الإرهاب، التي تركز على أربعة محاور مهمة، من أبرزها الإعلام الذي لعب دوراً رئيساً وبارزاً في انتشار الفكر الإرهابي منذ بدايات تنظيم القاعدة، إضافةً إلى التمويل المالي كونه يعد المحور الأهم في تمدد تلك الجماعات الإرهابية. في السياق ذاته، أكد المستشار الإعلامي سعود المصيبيح أهمية الدور الإعلامي في محاربة أفكار الغلو والعنف والتكفير التي تقود إلى الإرهاب، مقترحاً التوسع في بث القنوات الفضائية متعددة اللغات والحضور الفعّال في وسائل التواصل الاجتماعي والتوجه نحو الشباب الذين يشكلون غالبية شعوب العالم الإسلامي. وقال المصيبيح: «الأمر يتطلب شرحاً شاملاً لمفاهيم الإسلام السمحة ومنطلقاته العظيمة كدين للسلام والمحبة، وأنه الدين الذي يحارب الغلو والتطرف والتشدد، والتأكيد على أن أفكار الغلو والعنف والتكفير لا تمت للإسلام بصلة». في حين قال الاقتصادي الدكتور عبدالله دحلان ل«الحياة»: «الاقتصاد يلعب دوراً كبيراً ومهماً في التنمية، وإضافةً إلى أنه يلعب دوراً رئيساً، وأن قوته تعتمد عليها قوة المنظمات الإرهابية، ولا سيما أن الإمدادات المالية لتلك المنظمات ضمان استمرارها، لهذا فإن مصادر التمويل لتلك المنظمات الإرهابية متنوعة، كما تلعب المؤسسات والجمعيات الخيرية دوراً مهماً، وإن كان بعضهم يجمع الأموال بحسن نية، لكن استُخدم جزء من أموال تلك الجمعيات في دعم الجماعات الإرهابية». وأوضح دحلان على أهمية الدور الإعلامي في محاربة الإرهاب، وقال: «إن تسليط الضوء على التنظيمات الإرهابية يساعد في تضخيم صور هذه التنظيمات في وسائل الإعلام، ولا سيما في ما يخص تغطية العمليات الإرهابية، التي تحظى في وسائل الإعلام خصوصاً على مساحات واسعة ما أسهم في انتشار الفكر وأصبحت أخطاره أكبر على أفراد المجتمع». ونوّه إلى أن كثيراً من القنوات الفضائية تعمل على تغطية الأحداث الإرهابية بشكل مباشر وتبث رسائل أعضاء تلك التنظيمات وتسمح لهم بتوجيه رسائلهم، وهذا أمر في غاية الخطورة، يتطلب ضرورة العمل على منهج موحد من الوسائل الإعلامية كافة لعدم الترويج لهذا الفكر والتعمق به، وأن يكون الاكتفاء في التغطيات الإعلامية على الجوانب السلبية والجرائم التي يقوم بها أعضاء هذه التنظيمات». من جانبه، قال الاقتصادي الدكتور فضل البوعنيين ل«الحياة»: «إن المال هو العامل الرئيس الذي يجعل التنظيمات الإرهابية تنتشر وتتمدد، ويمكن متابعة تمويل الإرهاب بسهولة من خلال شبكة التقاص الدولية والعمليات التجارية المشبوهة التي تستغل التجارة كغطاء في الوقت الذي تكون فيه موجهة لتمويل الإرهاب». وزاد: «إن بعض الأنظمة المصرفية ضعيفة في الكشف عن العمليات المشبوهة وبعضها متواطئ، ما يفترض مواجهتها بحزم، إذ إن تجفيف منابع تمويل الإرهاب يبدأ من القطاعات المصرفية والتجارية والحقائب الدبلوماسية الناقلة للنقود». بدوره، أشار المحلل السياسي الدكتور أنور عشقي إلى أن دول التحالف الإسلامي تعمل على محاربة الإرهاب بطريقة استراتيجية من خلال أربعة محاور تعتمد عليها التنظيمات الإرهابية بشكل كبير. وقال ل«الحياة»: «إن الجانب الإعلامي يلعب دوراً كبيراً في انتشار هذه التنظيمات الإرهابية بشكل كبير، وهذا ما دفع الكثير من الدول والحكومات إلى التواصل مع الشركات القائمة على مواقع التواصل الاجتماعي ومطالبتها بتتبع الحسابات التي تعمل على نشر فكر التنظيمات الإرهابية». موضحاً في الوقت ذاته إلى أهمية تجفيف المنابع المالية على التنظيمات الإرهابية، خصوصاً أن المال يلعب دوراً كبيراً في تغذية هذه التنظيمات ويستخدم لاستدراج الكثيرين للدخول في هذه التنظيمات، وزاد: «إن تجفيف المنابع المالية من شأنه شل حركة تلك التنظيمات بشكل كبير».