حظي شريط فيديو دعائي، نشرته الحملة الانتخابية لدونالد ترامب، المرشح الجمهوري الأبرز للانتخابات الرئاسية الأميركية، على مواقع التواصل الاجتماعي، وتظهر فيه لقطات لهيلاري كلينتون، المرشحة الديموقراطية، وهي تقلّد نباح الكلب تليها لقطات لضحكة تهكّمية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، باهتمام إعلامي كبير وأعيد خلال الأيام الأخيرة نشره آلاف المرات على صفحات ومواقع للدردشة في الفضاء الإلكتروني الأميركي، مثيراً موجة من الانتقادات المندّدة والتعليقات الساخرة. وتعود اللقطات النادرة لوزيرة الخارجية الأميركية وهي تقلد نباح الكلب، الى مناظرة تلفزيونية نظّمت في الأسابيع الماضية، لمرشحي الحزب الديموقراطي وجاءت في سياق توصيف وزيرة الخارجية السابقة لمستوى الخطاب الانتخابي المتدنّي لدى المرشحين عن الحزب الجمهوري، وفي طليعة هؤلاء نجم تلفزيون الواقع الذي أثار خطابه العدائي ضد المهاجرين والأقليات والنساء موجة من الاستنكار في الولاياتالمتحدة والعالم. والدعاية المصوّرة ضد كلينتون التي ذيّلها ترامب بتعليق ساخر قال فيه: «هل هذا ما نريده للرئيس الأميركي؟»، نشرها على حسابه الشخصي في «إنستغرام» غداة فوزه بالانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح الحزب الجمهوري يوم «الثلثاء الكبير 3»، وحصوله على أعداد إضافية من المندوبين الى مؤتمر الحزب جعلت فوزه بالترشيح شبه مؤكد. وقد أراد ترامب من هذا الشريط أن يكون في مثابة إعلان رسمي لبدء المعركة الكبرى مع مرشحة الحزب الديموقراطي، والإيحاء بأن الصراعات والانقسامات داخل الحزب الجمهوري حول مسألة ترشيحه قد حُسمت لمصلحته. وفي خطابات انتخابية سابقة، تعهّد ترامب بشنّ حملة إعلامية انتخابية قاسية ضد كلينتون، ملوّحاً بإثارة الملفات الجنسية لزوجها الرئيس السابق بيل كلينتون، وفضيحة مونيكا لوينسكي الموظفة السابقة في البيت الأبيض، إضافة طبعاً الى قضية الإيميلات والتحقيقات التي يقوم بها مكتب التحقيقات الفيديرالي («أف بي آي») حول الرسائل الرسمية التي تلقتها كلينتون على بريدها الإلكتروني الخاص خلال ممارستها مهماتها كوزيرة للخارجية الأميركية. وينبئ الشريط الدعائي الأول لترامب بمنازلة انتخابية قاسية مع كلينتون تغيب عنها السجالات حول السياسات والبرامج التي من شأنها إيجاد حلول للقضايا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الضاغطة على المواطن الأميركي، وكيفية التعامل مع الأخطار والتحديات الأمنية الكبيرة التي تواجه الولاياتالمتحدة. والأرجح، أن رجل الأعمال النيويوركي سيعتمد مع كلينتون الاستراتيجية الانتخابية نفسها التي اعتمدها ضد المرشحين الجمهوريين، والتي قامت على لغة الشتائم وركزت على إبراز عيوب الخصم والسخرية منه ونبش ما أمكن من فضائح شخصية.