انتقدت بعض التربويات عرض إحدى الطالبات معاناتها على الملأ خلال ملتقى يتحدث عن العنف الأسري في الرياض أخيراً. واعتبرن وقوف الطالبة التي تدرس في المرحلة الثانوية أمام الحاضرات لبرنامج «معاً... تكتمل الوقاية» الذي نظمته المديرية العامة لمكافحة المخدرات، لشرح قصتها مع والدها مدمن المخدرات، مخالفاً لعمل المرشدات الطلابيات في المدارس الذي يعتمد على الخصوصية والسرية في التعامل مع مشكلات الطالبات، وعدم اطلاع الآخرين عليها، مطالبات بتوظيف الحاصلات على مؤهلات متخصصة للعمل مرشدات طلابيات، لأن المعلمات المحوّلات إلى مرشدات تعتمد معظم أعمالهن على الاجتهادات الفردية، الأمر الذي يعرضهن للوقوع في الخطأ مثل ما حدث مع تلك الطالبة. لكن مديرة إدارة الإرشاد وتوجيه الطالبات في منطقة الرياض هياء الناصر أكدت ل «الحياة» أن الطالبة لن تتعرض لأمراض نفسية مستقبلاً، لأنها هي التي فضلت عرض معاناتها مع والدها المدمن، ولا نستطيع منعها من رغبتها في شرح قصتها. وشددت رئيسة قسم التوجيه في إدارة توجيه وإرشاد الطالبات في منطقة الرياض سحر عطية على أهمية دور المرشدة الطلابية، مشيرة إلى أن استطلاعاً أجري على 130 مرشدة طلابية لمعرفة إن كن قادرات على التعامل مع المعلمات، توصل إلى أن 80 في المئة من الحاضرات غير قادرات على ذلك. وأضافت أن الطالبات في البيئة المدرسية أنواع منها المتكيفة، أو الانسحابية، أو العدوانية، أو المتمردة، أو غير السوية (منحرفة)، داعية إلى وضع خطط استراتيجية لتفعيل القيادة الشبابية، ومساعدة الطالبات من خلال إشباع الحاجات على تحقيق الذات والتقدير وتوفير الحاجات الاجتماعية، والأمان، وتعزيز مفهوم المسؤولية والانتماء وغرس القيم التي يمكن إكسابها لطالبات المرحلة الثانوية والتي تساعد بدورها في تعزيز قيمة الشعور بالمسؤولية حيال ذواتهن ومجتمعهن. واعتبرت بعض المرشدات الطلابيات أن العائق الأكبر الذي يواجهن في مجال عملهن هو مديرات المدارس اللاتي يرفضن دعم العمل الذي يقمن به، ورفضهن الاعتراف بأن مشكلة المخدرات متواجدة داخل المدارس خوفاً من المساءلة.