دل استطلاع للرأي أجراه مركز مستقل إلى تغير في المزاج العام في روسيا في شأن الإجابة على سؤال ظل الأكثر تردداً خلال السنتين الماضيتين ومفاده: من يحكم روسيا الرئيس ديمتري ميدفيديف أم رئيس الوزراء فلاديمير بوتين؟ ومع بروز تباينات بين «ثنائي» الحكم في البلاد خلال الفترة الأخيرة خصوصاً على صعيد السياسات الاقتصادية، زاد اهتمام المراقبين بدراسة نسب تأييد الرجلين في الشارع بعد مرور نصف ولاية ميدفيديف الرئاسية وفي ظل تزايد الحديث عن احتمالات ترشيح نفسه لولاية جديدة في العام 2012. وأجرى مركز «ليفالدا» لدراسة الرأي العام استطلاعاً شمل كل مناطق روسيا في الفترة بين 21 و25 ايار (مايو) الجاري، حملت نتائجه مفاجآت، إذ دلت إلى قناعة متزايدة عند الروس أنه خرج من عباءة الرئيس السابق، وبات ينتهج سياسات «أكثر استقلالاً» ويتحكم أكثر بمفاتيح القرار في البلاد. وعلى رغم أن بوتين مازال يعتبر «زعيم الأمة» ويحظى بأوسع تأييد بلغت نسبته نحو 82 في المئة فإن ميدفيديف تمكن للمرة الأولى من الاقتراب كثيراً من هذه النسبة محققاً نسب تأييد وصلت إلى 77 في المئة أي بزيادة أربع نقاط عن استطلاع مماثل أجراه المركز قبل شهور. وأعرب 63 في المئة من الشريحة المستطلع رأيها عن «ثقة كاملة بقدرة الحكومة برئاسة بوتين على تحسين الأوضاع المعيشية للمواطن الروسي»، في مقابل 33 في المئة قالوا إن الثقة بعمل وكفاءة الحكومة الروسية معدومة تماماً. في المقابل أعرب 55 في المئة عن ارتياحهم لأداء الكرملين . ولكن نسب التأييد العالية للرجلين لم تنعكس حرفياً على جدول «السياسيين الذين يحظون بأعلى معدلات ثقة في المجتمع»، إذ حصل بوتين في هذا الجدول على 48 في المئة، يليه ميدفيديف بنسبة 39 في المئة ويتبعهما بفارق كبير عدد من الشخصيات السياسية بينهم وزير الطوارئ سيرغي شويغو ورئيس البرلمان بوريس غريزلوف الذي حل أخيراً بنسبة 4 في المئة علماً بأنه رئيس حزب «روسيا الموحدة» الموالي لبوتين. أما الجديد اللافت في الاستطلاع فهو إرتفاع نسبة الواثقين بأن ميدفيديف يسيطر على مقاليد السلطة، من 35 في المئة في أيار (مايو) ، إلى 46 في المئة في هذا الاستطلاع. في الوقت ذاته اعتبر 42 في المئة من الشريحة أن ميدفيديف اصبح مستقلاً في رأيه وتصرفاته عن بوتين، وهذا يعد تطوراً لافتاً في المزاج العام إذ كانت هذه النسبة في الوقت ذاته من السنة الماضية لا تزيد على 19 في المئة. في المقابل فإن 44 في المئة فقط قالوا بأن الرئيس مازال يخضع لسيطرة «زعيم الأمة» في مقابل 68 في المئة في السنة الماضية. وعزا القائمون على الاستطلاع هذا التحول إلى بروز دور ميدفيديف في ملفات عدة خلال السنة الأخيرة، بالإضافة إلى دور وسائل الإعلام الحكومية التي تحرص عادة على تقديم تغطيات متوازنة لنشاط الزعيمين. يذكر أن مركز «ليفادا» يعد من ابرز المؤسسات المستقلة التي تقدم عادة نتائج استطلاعات قريبة من الدقة، وشارك في الاستطلاع الأخير1600 شخص من كل أقاليم ومناطق روسيا.