استعاد تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) اليوم (الخميس) سيطرته على بلدتيّ مهين وحوارين في محافظة حمص وسط سورية بعد معارك عنيفة مع قوات النظام التي كانت سيطرت عليهما قبل نحو ثلاثة أسابيع، بحسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان. وأفاد المرصد «تمكن تنظيم الدولة الإسلامية من التقدم واستعادة السيطرة على بلدة مهين، والتلال المحيطة بها وقرية حوارين في ريف حمص الجنوبي الشرقي عقب هجوم له في المنطقة». وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن «قوات النظام انسحبت من مهين وحوارين بعد اشتباكات عنيفة ضد تنظيم داعش». ويأتي تقدم المتطرفين اليوم بعد أسابيع على تمكن قوات النظام من السيطرة على البلدتين في أواخر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، بمساندة الطائرات الروسية التي تشن غارات في سورية منذ 30 ايلول (سبتمبر) الماضي. وأوضح مسؤول محلي في بلدة صدد المجاورة لمهين ان «الجيش أمن طريق انسحاب عناصره التي تقاتل في البلدتين»، مضيفاً أن «تنظيم داعش حاول الالتفاف على القوات الموجودة في المنطقة وعزلها». ويخشى أهالي بلدة صدد ذات الغالبية المسيحية والواقعة على بعد حوالى 18 كيلومتراً عن حمص، من وصول تنظيم «داعش» إلى بلدتهم وتكرار الممارسات التي ارتكبها في المناطق المسيحية التي تمكن من السيطرة عليها، على غرار قرى الخابور ذات الغالبية الاشورية في محافظة الحسكة (شمال شرق) ومدينة القريتين المجاورة. وتسيطر قوات النظام السوري على مجمل محافظة حمص باستثناء بعض المناطق في الريف الشمالي بينها مدينتا الرستن وتلبيسة الواقعتان تحت سيطرة مقاتلي الفصائل، ومناطق في الريف الجنوبي تحت سيطرة تنظيم «داعش»، أبرزها مدينة تدمر الاثرية منذ 21 ايار (مايو). من جهة ثانية، أفاد المرصد السوري اليوم ان حصيلة القتلى جراء غارات نفذتها طائرات حربية «يعتقد انها روسية» على بلدة حمورية في الغوطة الشرقية، أبرز معاقل الفصائل المعارضة في ريف دمشق، ارتفع إلى19 شخصاً على الاقل، بينهم ستة أطفال، وأشارت حصيلة سابقة مساء أمس عن مقتل 11 شخصا جراء هذه الغارات. وتشهد سورية منذ اذار (مارس) 2011 نزاعاً دامياً تسبب بمقتل أكثر من 250 ألف شخص، وبدمار هائل في البنى التحتية ونزوح أكثر من نصف السكان، داخل البلاد وخارجها.