تحول الطريق المؤدي إلى مطار الأحساء الإقليمي، مساء أول من أمس، إلى قاعة احتفالات في الهواء الطلق، احتفاءً بعودة 21 سعودياً، عفا عنهم أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، بشفاعة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، بعد أن أمضوا في السجن نحو 15 سنة، بعد إدانتهم في المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها قطر منتصف تسعينات القرن الميلادي الماضي. واستقبل فخذ الغفران من قبيلة بني مرة، إضافة إلى شيوخ الفخوذ الأخرى في القبيلة، الذين توافدوا على الأحساء من مختلف الهجر إضافة إلى قطر والكويت، أبناءهم العائدين من قطر، بعد أن وصلوا بطائرة خاصة إلى مطار الأحساء، قادمين من مكةالمكرمة، بعد أن أدوا مناسك العمرة، على نفقة خادم الحرمين الشريفين الذين استقبلهم، فور عودتهم من قطر برفقة نائب رئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية الأمير متعب بن عبدالله بن عبد العزيز. وكان في استقبالهم في مطار الأحساء مساء أول من أمس، جموع غفيرة من القبيلة، يتقدمهم المشايخ والوجهاء وأهالي المعفو عنهم، وسط فرحة عارمة والابتهاج بعودتهم سالمين، وهم يرددون أهازيج يشكرون فيها خادم الحرمين الشريفين، وأمير دولة قطر. وأقام الشيخ حمد ناصر آل شافعة (أحد شيوخ قبيلة آل مرة) بهذه المناسبة، حفلة لاستقبالهم، نحرت فيها الجمال، وذبحت فيها الأغنام، ضم أفراد القبيلة الذين قدموا للسلام على من شملهم العفو. فيما تتواصل على مدار أيام الأسبوع المقبل، في هجر الأحساء التي يتوزع عليها أبناء القبيلة، الاحتفالات بعودة المعفى عنهم. وقال آل شافعة: «نحن في هذه الليلة في غاية الفرح والسرور، بوجود أبنائنا بيننا، بعد ما منَّ الله عليهم بهذه المكرمة من خادم الحرمين الشريفين. وهذا دليل واضح على حرصه على أبناء هذا الوطن الغالي، سواء في داخل البلاد، أوفي خارجها»، داعياً أن «يمد الله في عمره، ويبقيه ذخرا للإسلام والمسلمين». كما شكر الشيخ حمد على «عفوه الكريم، والعفو من شيم الكرام، ومن غير المستغرب عليه مثل هذه القيم الطيبة، التي تجسدت في العفو الذي شمل به أبناء قبيلة آل مرة، فله منا غاية الشكر والثناء والعرفان، على جميله الذي لن ننساه ما حيينا». كما كان في استقبال العائدين، الشيخ صالح هادي بوليلة، والشيخ راشد بن نديلة، والشيخ جفران بن سعد، والشيخ ناصر بن سهل، والشيخ ناصر بن شيبان، والشيخ عبد الهادي وجابر أبناء صالح العرق، والشيخ محمد وحمد أبناء سالم آل دماغ، والشيخ راشد آل بخيتة، والشيخ محمد راشد آل دماغ، والشيخ مسعود صالح بن جلاب، والشيخ فرج أبا السيقان، والشيخ سعيد محمد بن دماغ، والشيخ أبو ليلة حمد أبو ليلة، والشيخ ناصر علي اللواء، والشيخ حمد ناصر الشافعة، والشيخ صالح وهادي وفهيد أبناء أبو ليلة، والشيخ هادي بن بناء، والشيخ عبد الهادي وراشد أبنا محمد بن عمرة، وجمع كبير من قبيلة آل مرة، من السعودية وقطر والكويت، الذين عبروا عن شكرهم وتقديرهم لخادم الحرمين الشريفين، على «حرصه ومتابعته المستمرة لأحوال المواطنين في الداخل والخارج، وجهوده التي بذلها في سبيل إطلاق سراح السجناء السعوديين الذين كانوا موقوفون في قطر». كما عبّر الجميع عن شكرهم لخادم الحرمين الشريفين على استقباله لهم في جدة. يُشار إلى أن خادم الحرمين الشريفين، طلب من أمير دولة قطر، العفو عن السجناء السعوديين الموقوفين. واستجاب الشيخ حمد، للطلب، ووجه بالعفو عنهم، وتم بالفعل إطلاق سراحهم، وعادوا إلى المملكة قبل يومين. وثمن خادم الحرمين الشريفين، لأمير قطر، هذه الاستجابة، وإصدار قرار العفو، منوهاً ب «عمق الروابط ووشائج القربى وحسن الجوار التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين. وسعي القيادتين لتعزيزها لما فيه المصلحة المشتركة». السجناء العائدون ينزلون من الحافلة التي أقلتهم إلى الأحساء. (حسن البقشي)