لا تزال بلدة عرسال اللبنانية الحدودية مع سورية ملاذ الهاربين من الكمّاشة الحربية التي يطبق من خلالها الجيش السوري النظامي مدعوماً من مسلحين من «حزب الله» على البلدات الحدودية المتاخمة للبنان ضمن منطقة القلمون، لا سيما بعد الهجوم الذي نُفذ امس على بلدتي فليطة ورأس المعرة وسيطرة الجيش السوري عليهما. وشهدت عرسال حركة نزوح كثيفة من البلدتين. ووصل عدد النازحين الى البلدة حتى ظهر امس الى نحو 700 نازح معظمهم من العائلات، وعمد الجيش اللبناني الذي انتشر في جرود عرسال الى التدقيق بالهويات وضبط الحدود ومنع المسلحين من الدخول الى لبنان. ويتوقع ان يكون عدد النازحين ارتفع ليل امس، ذلك ان سيطرة الجيش السوري على فليطة، ولا سيما تلتها، تعني انه اصبح مشرفاً على الطريق التي يهرب عبرها الناس الى عرسال، ما يجعل استخدامه نهاراً محفوفاً بصعوبات. ويعتبر نازحون ان الجيش النظامي وللتخفف من تحميله مسؤولية المدنيين الذين يهربون الى القرى الخلفية كلما تقدم، يترك للناس ممراً للهروب وعملية غض النظر تتم ليلاً، خصوصاً ان الجيش النظامي يتجنب التحركات الليلية. وأوضح الطبيب السوري في المستشفى الميداني في جرود عرسال قاسم الزين «ان المستشفى استقبل من ليل اول من امس وحتى ساعات الصباح امس، 11 جريحاً بينهم ثلاثة مقاتلين والباقون هم امرأة وطفل (13 سنة) ومسنّون». وتحدث هؤلاء عن وجود عشرات المصابين تركوا لقدرهم او لتعذر نقلهم بسبب القصف الشديد، وتجرى عمليات نقل الجرحى من جانب المدنيين انفسهم في غياب اي تحرك مفترض للصليب الاحمر الدولي في المنطقة. وأكد الزين ان المقاتلين وبعد تلقيهم العلاج يعودون الى الداخل السوري عبر طرق يعرفونها اذا كانوا من ابناء المنطقة باتجاه مناطق شرقية. وكانت الطائرات الحربية السورية لاحقت النازحين الى جرود عرسال من خلال غارة شنّتها على منطقة العجرم. وشيّع «حزب الله» امس، في بلدة الغازية (قضاء الزهراني) حسين علي مكي، وهو احد مقاتليه في سورية. وفي عرسال، داهمت قوة من قوى الامن الداخلي منزل سامي الاطرش (قضى في ملاحقة له من جانب الجيش) ومرائب تابعة له وضبطت 6 سيارات مسروقة. ولاحقاً أوضحت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي - شعبة العلاقات العامة في بلاغ أنه «توافرت معلومات لفصيلة عرسال في وحدة الدرك الإقليمي عن وجود سيارات مسروقة في مرأب في وادي حميد بجرود عرسال. وداهمت قوة من الفصيلة المذكورة المرأب، وضبطت 6 سيارات رباعية الدفع مسروقة، وهي: رانج روفر سوبر تشارجر لون أسود عدد 2، ديسكوفري لون كحلي، غراند شيروكي لون زيتي، بي إم ف x5 لون فضي عليها لوحة برقم 151994/ ز، تويوتا برادو لون زيتي رقم الشاسي جرى محوه. وتجرى التحقيقات اللازمة بإشراف القضاء المختص، لمعرفة مصدرها وهوية مالكيها ووجهة استعمالها».