يستهل المدرب الفرنسي هيرفي رينار مشوار البحث عن اللقب القاري الثالث عندما يبدأ مهمته على رأس الادارة الفنية للمنتخب المغربي، خلال مواجهة الرأس الاخضر السبت والثلثاء المقبلين في الجولة الثالثة من منافسات المجموعة السادسة، ضمن التصفيات المؤهلة الى نهائيات كأس الامم الافريقية لكرة القدم المقررة في الغابون مطلع العام المقبل. وتقام 50 مباراة خلال سبعة ايام ضمن الجولتين الثالثة والرابعة من التصفيات وستكون فرصة لبعض المنتخبات لحسم تأهلها مبكراً خصوصاً تلك التي حققت العلامة الكاملة في الجولتين الاولى والثانية. وتخوض منتخبات مصر والسودان وتونس اختبارات صعبة للغاية، الاول امام نيجيريا بطلة النسخة قبل الاخيرة، والثاني امام ساحل العاج بطلة النسخة الاخيرة، والثالث امام توغو، ولن تقل مهمة الجزائر صعوبة عندما تلاقي اثيوبيا اقلها عندما تحل ضيفة عليها الثلثاء المقبل، والامر ذاته بالنسبة إلى ليبيا امام ساو تاومي، وتلعب موريتانيا مع غامبيا في اختبار متكافئ، وتلعب جزر القمر مع بوتسوانا في مهمة صعبة للاول. ومباشرة بعد توقيع عقده مع الاتحاد المغربي عبر رينار عن امله في «ان تسترجع كرة القدم المغربية تألقها على أعلى مستوى في افريقيا، وان تعود لتمثيل القارة في كأس العالم...»، موضحاً ان «المغرب لم يفز بكأس افريقيا منذ أربعين عاماً» في اشارة الى لقبه الاول والوحيد العام 1976 في اثيوبيا. واضاف رينار أن «الهدف الأول القريب هو التأهل إلى نهائيات كأس أفريقيا 2017، وقبلها تبدأ التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2018». ويعول المدرب الفرنسي على ترسانة من اللاعبين المحترفين في القارة العجوز في مقدمتهم القائد وقطب دفاع بايرن ميونيخ الالماني المهدي بنعطية، الى جانب نجم ليل سفيان بوفال الذي نجح رينار نفسه في اقناعه بالدفاع عن الوان المغرب بدلاً من فرنسا، بعدما كان رافضاً الفكرة ابان عهد المدرب السابق بادو. واستغل رينار فترة تدريب بوفال في ليل، ليقنعه بالمساهمة في مشروع اعادة كرة القدم المغربية الى السكة الصحيحة، واقنع نجم ريال مدريد الاسباني الواعد اشرف حكيمي بالفكرة ذاتها. واستلم رينار دفة اسود الاطلس، وهم في صدارة المجموعة برصيد فوزين مشاركة مع الرأس الاخضر، وبالتالي فان كسبه لمواجهتي السبت والثلثاء سيمكنه من تحقيق هدفه الاول في عقده مع الاتحاد المغربي، وهو التأهل الى العرس القاري. ويدخل منتخب الرأس الاخضر بدوره الى المواجهة مع مدرب جديد هو المحلي فيليزبرتو «بيتو» كاردوزو، مساعد مدربه السابق البرتغالي روي اغواش الذي استقال من منصبه بعد تأخر رواتبه سبعة اشهر، والتقى المنتخبان في الدور الاول لامم افريقيا العام 2013 في جنوب افريقيا وانتهت المباراة بالتعادل (1-1). وفي المجموعة ذاتها، تسعى ليبيا التي خسرت مباراتيها الاوليين، الى انعاش امالها في المنافسة على بطاقة المجموعة عندما تلاقي شريكتها في المركز الاخير ساو تاومي غدا (الاربعاء) والاثنين المقبل. وتنتظر المنتخب المصري، الساعي إلى العرس القاري للمرة الاولى منذ تتويجه بلقبه السابع، الاخير، العام 2010 في انغولا، مهمة صعبة في مواجهة نيجيريا يوم الجمعة المقبل في كادونا، وتتصدر مصر، التي توجت بثلاثة القاب متتالية من 2006 الى 2010 في عهد مدربها حسن شحاتة، المجموعة السابعة بست نقاط وفارق نقطتين امام نيجيريا الثانية. ويعقد المنتخب المصري امالا كبيرة على ثلاثيه المحترف في اوروبا، نجم روما الايطالي محمد صلاح ولاعب وسط ارسنال الانكليزي محمد النني ومهاجم سبورتينغ براغا البرتغالي احمد حسن كوكا. وسيحاول الفراعنة استغلال الظروف الصعبة التي يمر منها المنتخب النيجيري والتي ادت الى اقالة مدربه صنداي اوليسيه بسبب «خروقات في العقد» و«غياب المساندة» من قبل الاتحاد المحلي و«الرواتب غير المدفوعة، والحوافز المادية للاعبي فريقي ومساعدي وانا شخصياً». وعين الاتحاد النيجيري لاعبه السابق سامسون سياسيا لقيادة المنتخب في المباراتين ضد الفراعنة قبل تعيين مدرب اجنبي، وفي المجموعة ذاتها، تلعب تنزانيا مع تشاد. ويطمح المنخب التونسي الى استغلال عاملي الارض والجمهور لكسب النقاط الثلاث لمباراته امام توغو متصدرة المجموعة الاولى يوم الجمعة المقبل. وتحتل تونس المركز الثاني في المجموعة برصيد ثلاث نقاط، وسيحاول مدربها القديم الجديد البولندي الفرنسي هنري كاسبرجاك، تعويض خسارة مباراته الاولى امام ليبيريا (صفر-1) في الجولة الثانية وتعزيز حظوظه في خطف البطاقة المباشرة الى النهائيات، وفي المجموعة ذاتها، تلتقي ليبيريا، شريكة تونس في الوصافة، مع جيبوتي صاحبة المركز الاخير. ويحل السودان متصدر المجموعة التاسعة ضيفاً على ساحل العاج يوم الجمعة في اختبار صعب للغاية، خصوصاً ان حامل اللقب يسعى الى تدارك تعثره في المباراة الاولى امام سيراليون، ويعود الى صفوف الفيلة نجم وسط مانشستر سيتي الانكليزي يحيى توريه بعد غيابه عن التشكيلة من التتويج في غينيا الاستوائية العام الماضي. وعلى غرار تونس، تسعى الجزائر الى استغلال عامل الاستضافة للتغلب على ضيفتها اثيوبيا والابتعاد في الصدارة، على امل تجديد الفوز على الاثيوبيين في اديس ابابا الثلثاء المقبل. وتعول الجزائر مثل جارتيها المغرب وتنوس على المحترفين في القارة العجوز، في مقدمتهم نجم ليستر سيتي الانكليزي رياض محرز الذي يقدم موسماً استثنائياً مع فريقه، قد يتوجه بلقب تاريخي في البريمرليغ، وهداف سبورتينغ لشبونة البرتغالي اسلام سليماني ونجم وسط بورتو البرتغالي ياسين براهيمي، وفي المجموعة ذاتها، تلعب سيشل مع ليسوتو. وتأمل موريتانيا ايضاً في استغلال المعنويات العالية للاعبيها، والطفرة الكبيرة في مستوى منتخب بلادها لمواصلة مشواره الرائع في التصفيات عندما تلاقي غامبيا في المجموعة الثالثة عشرة. وابلت موريتانيا البلاء الحسن في التصفيات، فخسرت بصعوبة وفي الوقت القاتل امام الكاميرون العريقة (صفر-1) في الجولة الاولى، قبل ان تضرب بقوة في الجولة الثانية وتحقق فوزا تاريخيا على جنوب افريقيا (3-1). وتحتل موريتانيا المركز الثاني بثلاث نقاط، وهي تدرك جيداً ان مباراتيها امام غامبيا الثالثة برصيد نقطة واحدة، ستكون فرصة غالية لتعزيز مكاسبها قبل مواجهتيها الساخنتين في الجولتين الخامسة والسادسة امام الكاميرون وجنوب افريقيا. وتلتقي الكاميرون مع جنوب افريقيا في قمة نارية في المجموعة والجولتين الثالثة والرابعة، وتتصدر الكاميرون بست نقاط، مقابل نقطة واحدة لجنوب افريقيا صاحبة المركز الاخير.