بات «صندوق الأمانة للتضامن مع أفريقيا» المموّل من دول أفريقية، للنهوض بأوضاع الأمن الغذائي في القارة، حقيقة في ستة بلدان ستكون المستفيدة الأولى من هذه المبادرة. وأعلنت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)، أن أفريقيا الوسطى وإثيوبيا وملاوي وماليوالنيجروجنوب السودان «وقعت اتفاقات في تونس مع المنظمة لتلقي مليوني دولار لكل منها، من صندوق الأمانة للتضامن مع أفريقيا». وأوضح المدير العام ل «فاو» جوزيه غرازيانو دا سيلفا، أن هذا الصندوق هو «دليل على استعداد البلدان الأفريقية لتعزيز العمل مع جيرانها لبناء منطقة آمنة غذائياً وبإنتاج مستدام طلباً للمستقبل الذي نبتغيه». ووُقعت الاتفاقات خلال مؤتمر المنظمة الإقليمي ال 28 لأفريقيا الذي استضافته العاصمة التونسية، وحضّ غرازيانو دا سيلفا خلال التوقيع، الحكومات الأفريقية على «الانضمام إلى هذه الجهود والمساهمة في الصندوق الجديد». ولفتت المنظمة إلى أن هذه التبرعات «ستُخصّص لتعزيز مشاريع دعم الأمن الغذائي والتغذية والزراعة والتنمية الريفية». وتشمل سياسات وبرامج «تتيح مزيداً من فرص العمل للشباب، وتحسين إدارة الموارد الطبيعية، والنهوض بنوعية الإنتاج الغذائي، وزيادة مرونة موارد المعيشة على الاستجابة في المناطق المتضررة من النزاعات». كما يساهم في «تأمين سريع لمواد غذائية مفيدة من خلال برامج من نموذج التحويلات النقدية والتغذية المدرسية والحدائق المدرسية وغيرها». يُذكر أن الصندوق انطلق رسمياً منتصف العام الماضي، بتمويل قيمته 30 مليون دولار قدمته غينيا الاستوائية، تبعتها أنغولا بمبلغ 10 ملايين دولار، بعد الحصول على تبرعات أيضاً من مجموعة منظمات المجتمع المدني في الكونغو. وتعهدت حكومة الكاميرون بتبرع آخر، ويُتوقع أن تتقدم بلدان أفريقية أخرى بتمويل إضافي في الأشهر المقبلة. وقال مساعد المدير العام لإقليم أفريقيا في المنظمة الخبير بوكار تيجاني: «بفضل المساهمات الأولية في صندوق الأمانة للتضامن مع إفريقيا، بات ممكناً تحويل الإرادة السياسية للقضاء على الجوع في الإقليم إلى إجراءات فاعلة». وسيدعم الصندوق بمبلغ المليوني دولار المخصص للبلدان الموقعة، مشاريع «لتعزيز مرونة الاستجابة لسبل المعيشة في المجتمعات الريفية المتضررة من النزاع في أفريقيا الوسطى، من خلال دعم تنويع الإنتاج الزراعي وتطوير الخدمات المالية». ويساهم في إثيوبيا في «النهوض بسبل المعيشة والحد من الفقر من خلال التنويع الاقتصادي وفرص العمل اللائقة للمجتمعات الريفية». وفي ملاوي، سيدعم «منهجيات متكاملة لبناء قدرة المجتمعات المعرضة للصدمات المناخية في واحدة من أكثر المناطق تضرراً في البلاد»، ويُخصص التمويل في مالي ل «تحسين فرص العمل للشباب من الجنسين في المناطق الريفية، من خلال مدارس المنظمة الحقلية للمزارعين الميدانيين والتدريب على الأعمال الزراعية». أما النيجر فستستفيد من خلال «دعم مبادرة «النيجريون يغذون النيجريين» من خلال النهوض بمستويات التغذية، ودعم إدارة الموارد الطبيعية، وزيادة فرص الحصول على الحماية الاجتماعية والخدمات المالية». وأخيراً في جنوب السودان، سيُستخدم المبلغ ل «توفير المعلومات والمعدّات والبذور، وخدمات الثروة الحيوانية لحماية سبل الكسب وموارد المعيشة واستعادتها».