توفي أندرو غروف الذي جعل إنتل أكبر شركة صناعة رقائق في العالم توفي اليوم (الثلثاء) عن 79 عاما، وفق ما اعلنت شركة إنتل. ولم تتطرق الشركة الى ظروف وفاة غروف الذي كان يعاني من مرض الشلل الرعاش (باركنسون). عاصر غروف الاحتلال النازي للمجر خلال الحرب العالمية الثانية وعاش تحت اسم مستعار وسافر إلى الولاياتالمتحدة هربا من فوضى الحكم السوفيتي. وكان غروف أول من عمل في إنتل بعد تأسيسها في 1968 وأصبح العضو صاحب التفكير العملي بين ثلاثة أعضاء وقاد في نهاية المطاف معالجات "إنتل إنسايد" لتستخدم في أكثر من 80 في المئة من أجهزة الكمبيوتر الشخصية في العالم. وشجع غروف الذي اختارته مجلة تايم رجل العام في 1997 الاختلاف وأصر على أن يأخذ الموظفون حذرهم من حدوث توقفات في الصناعة والتكنولوجيا قد تمثل أخطارا كبرى على إنتل أو قد تمثل فرصا للشركة. وفي الوقت الذي كان فيه مؤسسا إنتل روبرت نويس وجوردان مور يقترحان الكثير في ما يتعلق بتقنية الرقائق وساعدا على ابتكار صناعة أشباه الموصلات كان غروف هو الذي يدقق أكثر في التفاصيل التي حولت أفكارهم إلى منتجات حقيقية. وكان غروف مسؤولا عن زيادة أرباح إنتل وارتفاع سعر اسهم الشركة خلال الثمانينات والتسعينات. ولد غروف وهو يهودي وكان يحمل اسم أندراس غروف في بودابست في 1936. واحتلت ألمانيا النازية المجر عندما كان شابا، وتلى ذلك احتلال السوفييت فتسلل غروف إلى النمسا العام 1956 ثم هاجر إلى الولاياتالمتحدة حيث تعلم اللغة الإنكليزية وحصل على شهادة الدكتوراه في الهندسة الكيميائية من جامعة كاليفورنيا في بيركلي. وترأس غروف إنتل في 1979 وأصبح الرئيس التنفيذي للشركة في 1987 وأصبح رئيسا ورئيسا تنفيذيا في 1997. وتخلى عن منصب الرئيس التنفيذي في 1998 واحتفظ بالرئاسة حتى 2004. وفي التسعينيات عولج غروف من سرطان البروستات ثم كتب بعد ذلك قصة خبرية رئيسية مؤثرة ظهر عنوانها على غلاف مجلة فورتشن ينتقد فيها العلاج الطبي للمرض واصفا إياه بأنه غير كفؤ بالمقارنة بالمعايير العلمية المطبقة في أبحاث أشباه الموصلات. وفي مرحلة لاحقة من حياته تبرع غروف بعشرات الملايين من الدولارات لأبحاث أجريت على مرض الشلل الرعاش الذي عانى منه. كما كان ينتقد بانتظام الحكومة والباحثين الطبيين لإحرازهم تقدما بطيئا وغير فعال لهزيمة هذا المرض بالمقارنة بالإنجازات التي تحققت في صناعة الرقائق.