سيول، بكين - أ ب، أ ف ب - دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون خلال زيارتها سيول أمس، كوريا الشمالية المتهمة بإغراق بارجة للشطر الجنوبي في البحر الأصفر في 26 آذار (مارس) الماضي، إلى «وقف استفزازاتها وسياسة التهديد والنزعة الحربية تجاه جيرانها»، في وقت قطعت بيونغيانغ خطوط الاتصالات الأساسية مع الجنوب، خصوصاً بين بحريتي الشطرين، وهددت بمنع المسؤولين الجنوبيين من الوصول إلى مجمع كيسونغ الصناعي المشترك، إذا استأنفت سيول بث الدعاية المناهضة ضدها والمجمدة منذ ست سنوات. وغداة إعلان بيونغيانغ قطع علاقاتها الثنائية مع سيول، أكدت كلينتون «الالتزام القوي» للولايات المتحدة بأمن حليفتها كوريا الجنوبية، داعية مجلس الأمن إلى «الرد بقوة وفي شكل مدروس» على غرق البارجة، «لأننا لا نستطيع التغاضي عن الاستفزاز والنزعة الحربية». وجددت كلينتون الإعراب عن أملها بأن تتفهم الصين خطورة المسألة وترغب في الاستماع إلى القلق من القضية. ورأى وزير الخارجية الكوري الجنوبي يو ميونغ هو أن الصين ستقتنع بوقائع التحقيق الدولي التي ستعرض على مجلس الأمن، وقال: «سيستغرق الأمر وقتاً، لكنني اعتقد بأن الصين وروسيا لن تستطيعا نقض الوقائع». لكن بكين أعلنت أنها لا تزال تقوّم نتائج التحقيق الدولي الخاص بغرق البارجة. وقال نائب وزير الخارجية الصيني تشانغ تشيجوان: «أنها مسالة معقدة ولا نملك معلومات مباشرة عن الموضوع، وندرس بجدية وحذر النتائج استناداً إلى معلومات توفرها كل الأطراف، وسندير الأزمة في شكل موضوعي وعادل»، علماً أن رئيس الوزراء الصيني وين جياباو سيتوجه إلى سيول غداًَ لعقد قمة ثلاثية مع اليابان وكوريا الجنوبية. والصين هي الدولة الرئيسة الوحيدة التي تدعم كوريا الشمالية، واستضافت في وقت سابق من الشهر الجاري، الزعيم الكوري الشمالي كيم يونغ ايل. وهي تفادت الانضمام إلى حملة الاتهامات الموجهة إلى بيونغيانغ داعية كل الأطراف إلى الهدوء وضبط النفس. أما الناطق باسم وزارة التوحيد في كوريا الجنوبية شون هاي سونغ فكرر نية سيول «معاقبة» الشمال. وقال: «كان يجب أن تعتذر كوريا الشمالية عن الهجوم وتعاقب المسؤولين عنه، لكنها توجه مجدداً تهديدات تقوض في شكل إضافي العلاقات بين الكوريتين»، مضيفاً: «سترد سيول بحزم على تهديدات الشمال، وستطبق إجراءات الرد التي أعلنت عنها الاثنين».