اكد رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان «لم يحد عن خطاب القسم ابداً». وجاء كلامه رداً على كلام رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع من دون ان يسميه، والذي كان اعتبر اول من امس ان «الرئيس يقف طرفاً في ما يتعلق بالاستراتيجية الدفاعية». وقال بري بعد لقائه سليمان: «كانت مناسبة لكي اشكر الرئيس على موقفه في ما يتعلق بعيد الانتصار والمقاومة، واريد القول إن الرئيس استخدم التعابير نفسها التي قالها بالامس، واستخدمها في خطاب القسم، ولم يحد عن الخطاب ابداً، والتذرع بأن من يدير الحوار ويرأسه يجب ان يكون محايداً في القضايا الوطنية، امر بعيد كل البعد عن الواقع. اعتقد انني انا من اخترع طاولة الحوار ومن مؤسسي المقاومة ولا تناقض بين الامرين». وعما اذا كانت الموازنة ستمر الاسبوع المقبل؟ قال: «هناك دستور وعليهم تطبيق الدستور، ان كان في ما يتعلق بقطع الحساب وبكل الامور الاخرى». وفور عودته الى المجلس النيابي التقى بري نواباً في اطار «لقاء الاربعاء» الاسبوعي، ونقلوا عنه تشديده على «تفعيل دور المجلس النيابي ورفع وتيرة انتاجيته التي افتقدها اولاً بسبب الوقت الذي استغرقته عملية تشكيل الحكومة، وثانياً ما استهلكته وتستهلكه الانتخابات البلدية». ونقل النواب عن بري ايضاً انه «آن الاوان للقيام بورشة انتاجية للمجلس النيابي»، مشدداً على «اهمية الاسراع في احالة مشروع قانون الموازنة العامة عليه مع تطبيق القانون والدستور في هذا المجال». واستقبل بري الرئيس امين الجميل الذي قال بعد اللقاء: «اهديته كتاباً نشرته اخيراً ندوة بيار أمين الجميل الثقافية وموضوع الكتاب عن الطائفية السياسية في لبنان، وتداولنا في المستجدات وضرورة تحريك عجلة الدولة لأننا نتسلّى بالقشور، ونترك الأساس وما من شك ان الانتخابات البلدية كانت مهمة، انما المنطقة كلها تغلي والمخاطر التي تحيط بنا كثيرة، كذلك هناك مخاطر لا تقلّ خطورة الا وهي القضايا الاجتماعية الملحّة لا سيما اننا نعرف جميعاً العجز في الموازنة والصعوبات التي ستواجهها والتي سيدفع ثمنها الفقراء وذوو الدخل المحدود والاقتصاد بصورة عامة»، آملاً ان «ترجع الدولة الى لبنان وننكبّ على دراسة هذه المواضيع لتحصين لبنان من المخاطر الخارجية وتحقيق الحدّ الأدنى من العدالة الاجتماعية». وعن كلام الرئيس سليمان عن الاستراتيجية الدفاعية ودور المقاومة ورد جعجع عليه، ذكر الجميل: بموقف حزب «الكتائب» في مجلس الوزراء اثناء مناقشة البيان الوزاري، «واعتراضنا على البند السادس منه المتعلق بسلاح «حزب الله»، معتبراً «ان هناك مخالفة دستورية كبيرة وهرطقة على الصعيد السيادي من خلال قيام دولتين وسلطتين وسلاحين وقرارين، هذا هو موقفنا ونتمسك به». كرامي و«القومي» يردان على جعجع وفي الردود على جعجع، قال الرئيس عمر كرامي: «طلع علينا كعادته لمناسبة ومن دون مناسبة ليتناول المقاومة ويعتبرها تهدد استقلال لبنان وكيانه، ويتكلم وكأنه كل لبنان، مع انه لا يمثل الا أقلية ضئيلة. حاول ان ينال من مواقف رئيس الجمهورية الوطنية التي نثمنها وتعبر عن قناعته الشخصية، اضافة الى ان هذا هو الموقف الرسمي للدولة، كما ورد في البيان الوزاري، الذي نالت الحكومة على اساسه الثقة. وإذا كان جعجع غير مقتنع بهذا، فليسحب ممثليه من الحكومة». وأسف نائب الحزب «السوري القومي الاجتماعي» في البرلمان مروان فارس «لأن بعض اللبنانيين لا يعجبه هذا الكلام، ونقول إن أحد أسرار الانتصار في 2006 هو تفاهم المقاومة والجيش وانضمام الشعب اللبناني كله الى صفوف المقاومة، والذين يعتبرون أن كلام السيد نصرالله أو سليمان يمثل جزءاً من اللبنانيين، نقول لهم انه يمثل كل اللبنانيين، والبيان الوزاري أقر في المجلس النيابي ويؤكد وحدة الجيش والمقاومة والشعب، ومن يعترض عليه يعترض على المجلس النيابي. وإذا كان جعجع يعترض على البيان الوزاري فلماذا هو ممثل في الحكومة والمجلس النيابي؟ فليعد النظر في تمثيله». في المقابل، اعتبر عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب انطوان زهرا «ان تصرفات «حزب الله» وامتلاكه للسلاح ومبادرته الى أخذ قرارات معينة هو موضوع خلافي لبناني، ولذلك تجرى محادثات فيه على طاولة الحوار الوطني بإشراف رئيس الجمهورية». وقال: «ان السيد نصرالله ركز على ان المعادلة التي حررت لبنان هي الجيش والشعب والمقاومة، وقال ان هذا هو الموقف الرسمي، على رغم عدم الحاجة الى التذكير بالتحفظ والجدل الذي حصل حول البيان الوزاري، لعدم الوصول الى الوقائع التي تفرض علينا اليوم، وإذا سلمنا جدلاً بأن هذه المعادلة تحمي لبنان فأين الجيش والشعب منها وأين دورهما ورأيهما وإرادتهما؟». موضحاً ان «موقف جعجع كان للفت نظر سليمان»، نافياً ان يكون «هجوماً على سليمان».