أعلن رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري، «ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي من 1.3 تريليون ليرة عام 2008 (الدولار الأميركي يساوي تقريباً 47 ليرة) إلى 1.4 تريليون العام الماضي»، لافتاً إلى أن مساهمة القطاع الخاص في الناتج «بلغت 65.5 في المئة». وأوضح خلال «مؤتمر الاستثمار في المنطقة الجنوبية» الذي عقد في محافظة السويداء أمس، في حضور نحو 700 مستثمر محلي وعربي وأجنبي، أن «حجم الموازنة العامة ازداد من 460 بليون ليرة عام 2005 إلى 685 بليوناً العام الماضي، ليصل إلى 754 بليوناً هذه السنة، ما أدى إلى زيادة حصة الفرد من الناتج وتحسين المعيشة وخفض البطالة». وأكد أن قيمة الاستثمارات العامة والخاصة في الخطة الخمسية العاشرة التي بوشر تطبيقها عام 2006، «نحو 45 بليون دولار، ونخطط لجذب 90 بليون دولار، منها 50 بليوناً من القطاع الخاص في الخطة الخمسية ال11 المزمع تطبيقها مطلع العام المقبل». وأشار إلى أن سورية «ستشهد في السنوات الخمس المقبلة نقلة نوعية في البناء والتنمية»، وستكون «مركز استقطاب تنموي ونقطة جذب للمشاريع الباحثة عن بيئة آمنة، وعن فرص استثمار ذات جدوى اقتصادية وربحية». ورحب بالاستثمار في المنطقة الجنوبية، خصوصاً في السياحة والزراعة والطاقة وتنمية الثروة الحيوانية والصناعات الغذائية. وتركز محاور المؤتمر، في حضور نحو 200 مستثمر من تركيا وإيران وفنزويلا وروسيا والصين ودول الخليج العربي، على الاستثمار في النقل والمياه والطاقة والثروة المعدنية والبيئة وقطاع المال والأعمال والصناعة والزراعة والسياحة والتطوير العقاري والإسكان. وعرضت هيئة الاستثمار السورية على المستثمرين 56 مشروعاً، منها 7 مشاريع في محافظة درعا معظمها في القطاع السياحي، و14 مشروعاً في محافظة القنيطرة في مجال تربية النحل والماشية والدواجن وإنتاج الكهرباء من الرياح وتصنيع البازلت وحفظ الخضار والفاكهة وتعليبهما وتصنيعهما، وتأسيس مزارع للزهور والورود، فضلاً عن 35 مشروعاً في محافظة السويداء في مجالات تربية الإبل والأغنام والدواجن وصناعة السيراميك وصَهر البازلت وتصنيعه، وصناعة الأدوية وعصر الفواكه وفرز التفاح وتوضيبه وتسويقه، وصناعة القرميد والسيراميك والبورسلان، إضافة إلى منتجعات سياحية. واعتبر المدير العام للهيئة أحمد عبد العزيز، أن تسليط الضوء على محافظات السويداء ودرعا والقنيطرة، التي تعد «حدائق دمشق الجنوبية»، «يهدف إلى توجيه بوصلة الاستثمارات إليها، نظراً إلى ما تتمتع به من ميزات استثمارية جاذبة في أنواع الاستثمار الزراعي والصناعي والسياحي والبنية التحتية». وأشار إلى أن في المنطقة الجنوبية «أنواع من النشاطات الاستثمارية من بنية تحتية ضرورية ويد عاملة مؤهلة، كما تشكل بوابة الخليج العربي». وطمأن عبد العزيز المستثمرين الى أن الهيئة، «عملت على الحد من الروتين وتسهيل الإجراءات وتبسيطها، وتحقيق لا مركزية القرار» بعدما افتتحت نافذة واحدة لها في كل محافظة. ودعا المستثمرين إلى اغتنام الفرص الاستثمارية الاستراتيجية، ورأى أن «لمَن يستثمر اليوم فرصة الاختيار، وغداً ستكون المنافسة شديدة». ولفت إلى الموافقة هذه السنة على 179 مشروعاً في الصناعة والزراعة والنقل، مقارنة ب 103 مشاريع العام الماضي وبزيادة 73 في المئة». وعلى هامش المؤتمر، وقع نائب رئيس الوزراء السوري عبد الله الدردري مع المعاون الأول للرئيس الإيراني للشؤون الاقتصادية آغا محمدي، مذكرة تفاهم لإنشاء 14 مشروعاً صناعياً مشتركاً.