أعلنت الحكومة الألمانية أمس بعد لقاء مطول عقده وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير مع نظيره الإسرائيلي الجديد أفيغدور ليبرمان أنها تنتظر من الحكومة الإسرائيلية التزام النتائج التي توصلت إليها مفاوضات السلام في الشرق الأوسط، وفي مقدمها إنشاء دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل. واستمر الاجتماع الأول بين وزيري الخارجية في مقر وزارة الخارجية في برلين حتى ساعة متقدمة من الليل بعيدا عن أعين الصحافيين بعد أن «توافقا» حسب تبرير الناطق باسم وزارة الخارجية أندرياس بيشكه على عدم عقد مؤتمر صحافي. ولاحظ مراقبون كثر أن طريقة تفادي الصحافيين في برلين، كما حصل في براغ وباريس وروما، إشارة إلى الإحراج الذي تشعر به الديبلوماسية الأوروبية إزاء الرفض العلني للوزير الإسرائيلي ورئيس حكومته بنيامين نتانياهو حل الدولتين ومقررات مؤتمر أنابوليس والإصرار على توسيع الاستيطان. وقال معلق صحافي إن طريقة الاجتماع تمثل «أدنى مرتبة بروتوكولية». وعبَّر نائب رئيس الكتلة النيابية للحزب الليبرالي فرنر هوير بعد لقاء ليبرمان مع لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الاتحادي أمس عن «خيبة أمل كبيرة» مما سمعه منه. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية رداً على سؤال ل «الحياة» إن المحادثات كانت «شاملة ومستفيضة وجادة طرح خلالها كل طرف موقفه وحدد الموقع الذي يقف عليه»، مشيرا إلى ان شتاينماير أوضح لضيفه ما تنتظره حكومته من عملية السلام، فيما قدَّم ليبرمان عرضا مفصلا أوضح فيه أن حكومته «تسعى حاليا إلى تحديد سياسة خارجية جديدة ستكون جاهزة قبل سفر رئيس الحكومة إلى واشنطن (أواسط الشهر) للاجتماع بالرئيس باراك أوباما»، ووعد بإعلام برلين بمحتوى المراجعة الجارية قبل بدء الزيارة. وأضاف بيشكه إن حكومته تعتبر مواصلة إسرائيل سياسة الاستيطان عائقا أمام السلام.