لم تذهب الدموع التي ذرفتها فتاة من جازان قبل نحو عامين أمام وزيري الخدمة المدنية والعمل سدى، أثناء انعقاد ملتقى الحوار الوطني في منطقة القصيم. فقد أبكت حضور الملتقى الذي ناقش قضايا «التوظيف» لأنها وزميلاتها من خريجات المعاهد الثانوية لتدريب المعلمات لم يتم تعيينهن. وحمّلت الفتاة الوزيرين رسالة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تشكو فيها معاناتها وآلاف غيرها معاناة أكثر من 15 عاماً، فاستجاب الملك لندائها. وعلمت «الحياة» أن لجنة مختصة ستبدأ اعتباراً من الأسبوع المقبل وضع الضوابط الخاصة بتعيين الخريجات المستفيدات من أمر مجلس الوزراء. وقال وكيل وزارة الخدمة المدنية المكلف عبدالله الملفي ل«الحياة» أمس إن وزير الخدمة المدنية عبدالله الفايز رفع خطاباً إلى خادم الحرمين الشريفين في اليوم التالي لتلك الحادثة ذكر له فيه أن تلك الفتاة أجهشت بالبكاء في ملتقى الحوار الوطني، وأبكت الحاضرين، وطلبت توصيل رسالة إليه للنظر في وضعهن. وأضاف أن وزير الخدمة المدنية شرح قضية خريجات هذه المعاهد، والمعاناة التي يواجهنها بسبب عدم توظيفهن، فوجه خادم الحرمين بتشكيل لجنة للنظر في وضعهن، ثم جاء قرار مجلس الوزراء أول من أمس باستحداث 12600 وظيفة إدارية لهن بالمرتبة الرابعة، في إدارة تعليم البنات في وزارة التربية والتعليم. وقال الملفي: «هكذا عوَّد خادم الحرمين شعبه بمكارم جزيلة، فهذه الفتاة تكلمت باسم أكثر من 12 ألف فتاة من زميلاتها خريجات معاهد المعلمات ليأتي القرار باستحداث هذه الوظائف لهن بواقع 4200 وظيفة سنوياً على مدى ثلاث سنوات». الملك «يكفكف» دموع «الخريجات» بعد 15 عاماً من «المعاناة»