أقرت الإدارة العامة للطرق والنقل في المنطقة الشرقية، بوجود «عيوب مصنعية» في طريق الدمام - الأحساء، الذي اكتملت أعمال الصيانة في أجزاء منه أخيراً. وتبلغ كلفة المشروع 165 مليون ريال.وتتزاحم في اتجاهي الطريق آلاف السيارات عصر كل يوم أربعاء، فهناك آلاف الأحسائيين الذين يعملون في مدن حاضرة الدمام يعودون في هذا اليوم إلى مساقط رؤوسهم، والعكس. إذ يتكرر مشهد السيارات المتقاطرة مساء كل يوم جمعة حين يعود هؤلاء إلى مقار عملهم، سواءً في الأحساء أو حاضرة الدمام. فيما يضطر آخرون إلى قطع الطريق يومياً، ومنهم آلاف من موظفي «أرامكو السعودية»، وشركات أخرى، إضافة إلى المعلمين والمعلمات، وشهد الطريق حادثتين منفصلتين وقعتا قبل نحو أسبوعين، أودت بحياة معلمة ومعلم من محافظة القطيف، كانا في طريقهما إلى مقر عملهما في كل من الأحساء وبقيق. وتسود بين معظم السائقين والركاب في العربات المتنقلة بين اتجاهي الطريق، مشاعر الخوف والقلق، واضعين أيديهم على قلوبهم، خشية أن يكون هذا المشوار هو الأخير لهم. وتزداد تلك المشاعر مع تعطل حركة السير، بسبب سيارة منقلبة على جانب الطريق، أو لتعرض مركبتين أو أكثر إلى حادثة مرورية. هذا المنظر تكرر عشرات المرات أمام ناظري فاطمة حسين وأفراد أسرتها، سواءً حين يعودوا يوم الأربعاء إلى منزلهم في الأحساء، أو الجمعة، وهم في طريقهم إلى شقتهم في الخبر، حيث يعمل زوجها. وتقول: «إن القلق لا يفارقنا. ولا نتغلب عليه سوى بالتوكل على الله، وتوجيه عشرات النصائح المتكررة لزوجي، بأن يقود بكل هدوء، حتى لو استغرق منا المشوار الذي يقطع عادة في 80 دقيقة، ثلاث ساعات». ولم تبدد مشاريع الصيانة التي تنفذها الإدارة العامة للطرق والنقل، هذه المشاعر لدى فاطمة وغيرها من سالكي الطريق، على رغم تجديد الطريق وتوسعته. فالطريق الممتد من الظهران إلى مدخل مدينة المبرز، لا يزال يحوي آلاف الحفر والتعرجات، لكثرة تردد الشاحنات الثقيلة عليه، فهو الطريق الوحيد الواصل إلى ثلاث دول خليجية، هي قطر والإمارات العربية المتحدة، وسلطنة عمان. ويقول محمد علي، الذي يعمل سائق شاحنة على الطريق، لنقل الخضار والفواكه، ويكاد يتردد على الطريق يومياً: «التموجات والتعرجات على طريق الأحساء مزعجة، بسبب الأرض غير المستوية، وبخاصة أثناء العودة من الأحساء إلى الدمام، فهناك مسافة تمتد لنحو 40 كيلومتراً من بقيق إلى جسر غونان، تكتظ بالحفر والتموجات». ويضيف «كلما قدت سيارتي على هذا الطريق أشعر أن هذه هي رحلتي الأخيرة». الخوف ذاته يسكن صالح حمد، بسبب «وعورة» هذا الطريق. ويقول: «عملي يضطرني في كثير من الأحيان، إلى مغادرة الأحساء، وقطع هذا الطريق في وقت متأخر من الليل، وأغلب أجزائه غير مضاءة، ولا توجد رقابة صارمة على الشاحنات، وأخشى من سائقيها، فهم يقودون لمسافات طويلة، وبعضهم لا يأخذ قسطاً من الراحة، فترى شاحناتهم تترنح في الطريق ليلاً، بسبب غفوة عابرة يمر بها السائق». اللافت أن الطريق الذي يمتد على مسافة 140 كيلومتراً، خضع قبل فترة بسيطة لأعمال صيانة. ولكن سرعان ما ظهرت العيوب في الطريق، وهو ما أثار انتقادات سالكيه.