أجرى الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة أمس الثلثاء محادثات على انفراد في مقر رئاسة الجمهورية في العاصمة مع رئيس جمهورية جنوب افريقيا جاكوب زوما. وكان بوتفليقة في مقدم مستقبلي زوما لدى وصوله إلى مقر رئاسة الجمهورية. ولم توضح وكالة الأنباء الجزائرية فحوى المحادثات بين الزعيمين. في غضون ذلك، استدعت الجزائر عميد مسجد باريس دليل أبو بكر لحضور لقاء موسع لمئات الأئمة الجزائريين الذين سيتم إرسالهم إلى مساجد فرنسية. وأفيد أن دليل أبو بكر سيبحث مع أعلى المسؤولين الجزائريين في وسائل دعم الحضور الإسلامي في فرنسا و «تنامي العداء» للمسلمين في ظل تصاعد حدة خطاب اليمين المتطرف ضد المسلمين عموماً والجالية الجزائرية خصوصاً. وتستعد الجزائر لإرسال دفعة جديدة من أئمة المساجد ستتوجه للإمامة في مدن فرنسية تجسيداً للاتفاق المبرم بين وزارة الشؤون الدينية والأوقاف وجمعية مسجد باريس القاضي بتوفير أئمة للعمل في مختلف مساجد فرنسا. واستُدعي دليل أبو بكر، عميد مسجد باريس، وهو الجزائري الوحيد العضو في المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، لبحث كيفية دعم «الإسلام في فرنسا» على خلفية التطورات التي شهدتها البلاد بزحف اليمين المتطرف ومشروع قانون منع النقاب في الأماكن العمومية. وتدعو الحكومة الجزائرية الأئمة الجدد إلى مراعاة قوانين الدولة المستقبلة وستحضهم على القيام بواجبهم في شرح مبادئ الدين الإسلامي الصحيح ودعوة المسلمين في فرنسا إلى «التحلي بالسلوك الحسن والمعاملة الطيبة ومجادلة الآخر، بخاصة غير المسلم، بالتي هي أحسن، وإبراز وجه الإسلام الحقيقي». وقال ناطق رسمي إن وزارة الشؤون الدينية ستحض الأئمة على العمل من أجل «نشر قيم التسامح والخير ومحبة الغير التي يدعو إليها الإسلام»، وتثمين «التواصل مع أبناء المهاجرين من خلال تلقينهم حس المواطنة وحب الوطن، والتعايش مع قوانين الدولة المستقبلية، وتعزيز نشاطاتهم الدينية والاجتماعية داخل المساجد وخارجها، خدمة للجالية المسلمة بفرنسا». وتحاول الجزائر تقديم دعم متجدد لرجال الدين في فرنسا، على خلفية ما يسميه أئمة جزائريون «تراجع الدور الجزائري في المساجد الفرنسية». وتستعد الجزائر منذ اليوم لعملية التجديد المقبلة لعضوية المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، حيث لم تعد تحظى الجزائر إلا بمقعد وحيد يضمنه مسجد باريس ويمثله شخص دليل أبو بكر الذي دعا الفرنسيين من أصول جزائرية إلى الانسحاب من المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية أخيراً احتجاجاً من الجانب الجزائري على «اللامساواة» في تعداد مندوبي مسجد باريس وما يمثله من ثقل في فرنسا. وراسل عميد مسجد باريس السلطات الفرنسية الممثلة في وزارة الداخلية لمطالبتها بمراجعة المعايير التي تحدد العضوية في المجلس. وتأتي استعدادات وزارة الشؤون الدينية قبيل شهر رمضان، لكنها أيضاً تتزامن مع محاولة تكثيف الحضور. وترعى الحكومة الجزائرية مشاريع عدة في فرنسا لمصلحة المسلمين، وأعلنت ضخ أموال كثيرة لبناء مسجد جديد في مرسيليا يكون الأكبر في أوروبا. وأفيد، في هذا الشأن، أن السلطات العليا في البلاد قررت «مراجعة» قضايا عدة مع دليل أبو بكر الذي يُعتقد انه يحمل تقارير عن «حجم العداء» ضد المسلمين ومظاهره في مدن فرنسية عدة، وهو ما برز في شكل اعتداءات على مساجد ومقابر ومقدسات دينية للمسلمين.