يتوجه الجنوبيون اليوم الى صناديق الاقتراع في المرحلة الثالثة ما قبل الأخيرة. وفي حين فازت المجالس البلدية في العديد من المدن والبلدات والقرى بالتزكية، يتوقع ان يشهد الكثير من المدن والبلدات والقرى ايضاً معارك متفاوتة الا ان اكثرها حدة اضافة الى جزين، سيكون في مدينة صيدا التي لامست التوتر الأمني امس على رغم الانتشار الكثيف للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، اذ عثر صباحاً على قنبلة موضوعة داخل غالون وقود وملفوفة بشريط لاصق، في خراج بلدة الهلالية على مسافة 50 متراً من منزل المرشح الى رئاسة بلدية المدينة محمد السعودي. وعلى الفور، طوق عناصر من الجيش المكان وحضر الخبير العسكري لمعالجة الأمر. وبعد الظهر، اقدم ثلاثة اشخاص مجهولي الهوية على اقتحام مقهى «بشاشة» بالقرب من خان الإفرنج على الكورنيش الغربي مقابل الميناء البحري للمدينة، وكسروا الكراسي والطاولات وعاثوا خراباً كبيراً في المكان وفروا الى جهة مجهولة. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية ان قوة من الجيش حضرت على الفور وضربت طوقاً في الحي، وسيرت دوريات راجلة ومؤللة. وأكدت النائب بهية الحريري «ان المواطنين سيحاسبون من يعبث بالاستقرار وسيقترعون بكثافة لتأكيد خيارهم نتيجة نجاح التوافق»، و «أن هدير غضب الناس سيترجم في الصناديق كما حصل في العام 2009». وقالت تعليقاً على اكتشاف قنبلة قرب منزل السعودي: «الدولة هي الحامية لا سيما أن هناك أشخاصاً لا يعيشون الا على الفوضى». وتوقفت عند ما سمته «الاستفزاز الحاصل من الجانب الآخر»، منوّهةً ب «ضبط النفس الذي يمارسه أبناء صيدا لأنهم باتوا يفهمون اللعبة التي يبغي منها البعض تأجيل الانتخابات». وأضافت: «هناك أشخاص لديهم عقيدة بأنه لا يمكنهم البقاء في السياسة الا اذا كانوا معارضين سلباً ورفضيين»، داعية المواطنين «الى عدم الخوف». وأكدت ثقتها بالقوى الأمنية والجيش متحدثة عن «محاولات لإثارة شغب متنقل في المدينة». ولاحظت «محاولة لمنع الناس من ممارسة حقهم الديموقراطي». وثمّنت موقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري «الداعي الى الوفاق»، لكنها رأت أنه «لم تكن هناك متابعة لألف باء الوفاق على رغم المحاولات الكثيرة التي قام بها المرشح محمد سعودي مع النائب السابق أسامة سعد لتحقيق هذا الوفاق». وحضت الحريري المواطنين الصيداويين «على الانتخاب من دون أي شعور بالقلق والخوف لأن الدولة موجودة بقوة»، مؤكدة ان «هناك عدواً واحداً لصيدا هو اسرائيل انما هناك خصومة داخلية وهدير غضب الناس سيترجم غداً في الصناديق كما حصل في العام 2009 خصوصاً أن أهل صيدا أحرار ولا يساقون تحت أي عنوان وسيحاسبون على أي خطأ». وأكد المهندس السعودي «وجوب أن يسود التنافس السلمي والديموقراطي خلال الاستحقاق الانتخابي يوم الأحد (اليوم)». وشدد، في حديث إلى موقع «ناو ليبانون» أنه «على رغم كل الإشكالات التي حصلت مع الفريق الآخر، الأمور متجهة الى الهدوء والرغبة في متابعة الانتخابات في شكل ديموقراطي وسلمي وحضاري»، مبديًا في هذا الإطار ثقته ب «يقظة الجيش والقوى الأمنية»، وآملاً بأن يكون كل الفرقاء في صيدا «على قدر المسؤولية لأن هذه المنافسة يجب ان تكون على البرامج الإنمائية في المدينة وليس للثأر والعصبية والتشنجات التي لا تصب في مصلحة الصيداويين ومدينتهم». وأعرب عن اعتقاده بأنّ «القنبلة التي عثر عليها كانت موضوعة لهدف التخويف ليس إلا، لأنّها موضوعة في بناء قيد الإنشاء». وإذ استغرب السعودي كلام الفريق الآخر عن مجيء المغتربين الصيداويين للاقتراع، سأل: «ما المانع من أن يأتي المغترب الصيداوي ليقترع في مدينته؟ ألا يحق له أن يستعمل حقه الانتخابي مثل المقيم سواء في صيدا أم طرابلس أم الجنوب أم بيروت؟»، مؤكدًا في المقابل أن «كلاماً كهذا هو استهلاك سياسي فارغ لا قيمة له، تمامًا كما الشائعات التي يقولونها في المدينة من أن محمد السعودي جاء بتفاهم سعودي - أميركي استخباراتي وهذا أيضًا كلام سخيف ومهين لمطلقه». وفيما أكد أنه «لا ينتمي الى أي تنظيم سياسي، لا تيار المستقبل ولا غيره»، لفت الى أنه ترشح لرئاسة بلدية صيدا «على أساس وجود تفاهم ممتاز للوفاق على لائحة توافقية في المدينة بين كل الأطراف، إلا أنّه ثبت لنا في النهاية أن النائب السابق أسامة سعد دخل في هذه اللائحة خجلاً من محمد السعودي، قبل أن يعود تيار أسامة سعد والمحيطين به إلى فرط التوافق الذي يبدو في غير مصلحتهم لسبب لا يزال غير معروف». وأضاف: «في حال فوز لائحتنا نؤكد عدم التدخل في السياسة، وكل همنا وآمالنا وطموحاتنا سوف تكون انمائية لتحقيق مشاريع خدماتية وإنشائية في صيدا من دون النظر الى زواريب السياسة الداخلية اطلاقاً»، موضحًا أنّ لائحة «الوفاق للإنماء» لديها برامج تنموية حديثة عددها 47 مشروعًا وهذه المشاريع دفعتني الى القبول بالترشح، فأنا لا أبغي منصباً ولا سلطة ولا مراكز، أنا رجل عمره 71 سنة أي في آخر عمري، ولقد شبعت من المناصب والمراكز في حياتي انما قبلت الترشح لأن لدي مشاريع لصيدا وأهمها التخلص من جبل النفايات». ودعا السعودي أهالي المدينة الى «النزول بكثافة الى صناديق الاقتراع ليقترعوا لمصلحة المدينة، ولينتخبوا الشخص الذي يرونه مناسبًا لمدينتهم، ومن يربح في هذه الانتخابات مبروك عليه، وأول المهنئين له سيكون محمد السعودي». بدوره اكد رئيس بلدية صيدا عبد الرحمن البزري أن الوضع الأمني في صيدا لن يُستغل للخربطة، معتبراً ان «التركيز على هذه الناحية نوع من الإهانة لصيدا لأنها معتادة الخسارة والربح لكل الأطراف فيها». وأمل بحديث لتلفزيون «أي ان بي»، «لو كان الاستحقاق انمائياً بعيداً من هذا المستوى العالي من التجاذب»، مؤكداً أن اليوم «سيمر على خير وسيكون هناك نسبة اقتراع كثيفة اعلى من بقية المناطق في لبنان». الى ذلك، شدد المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي في تعميم لرجال قوى الأمن الداخلي، على ضرورة الحياد أثناء عملية الاقتراع، وعدم التدخل لمصلحة فريق دون الآخر. وأضاف: «عناصر قوى الأمن الداخلي أثبتوا مناقبيتهم العسكرية وانضباطيتهم العالية وحيادهم المتجرد عن المنافسة السياسية والاجتماعية في الانتخابات التي اجريت حتى الآن، وهذا ما لاقى استحساناً لدى جميع المواطنين». وزاد ان «قوى الأمن الداخلي مؤسسة وطنية جامعة، تميّزت على الدوام بوقوفها على مسافة واحدة من جميع الأفرقاء مهما كانت انتماءاتهم السياسية والمذهبية والاجتماعية»، مؤكداً «ضرورة التحلّي بالتجرّد الكلي والابتعاد دائماً عن أي تدخّل في الانتخابات... والتقيّد التام بالقوانين والأنظمة المرعية الإجراء»، ومتوعداً «باتخاذ التدابير المسلكية والقضائية اللازمة بحق المخالفين».