قال محلل عسكري واستراتيجي إن مناورات «رعد الشمال» ستؤسس لعقيدة عسكرية مشتركة بين الدول المشاركة فيها، وهو ما يجعل هذه العقيدة العسكرية المشتركة قاعدة للتحالف الإسلامي العسكري. وأوضح المحلل العسكري والاستراتيجي السعودي العقيد ركن إبراهيم آل مرعي في حديثه إلى «الحياة»، أن لكل دولة عقيدة عسكرية خاصة بها كما هو معروف، إلا أن مناورات «رعد الشمال» التي اختتمت أمس، من شأنها أن تخرج بمفاهيم موحدة تبنى على النقاط المشتركة بين الدول المشاركة، وهو ما يمثل عقيدة عسكرية مشتركة للتحالف الإسلامي العسكري على حد تعبيره. وأضاف: «المناورات كانت رائعة ولم تكن فيها إصابات أو أخطاء من نيران صديقة، ونفذت بطريقة مشتركة، إذ لم تكن كل دولة بمفردها، رأينا الطائرات تحلق، ثلاث طائرات كل طائرة من دولة، أي أن التنسيق في العمليات الجوية بقيادة مشتركة، وكذلك الأمر بالنسبة للقوات البرية نرى مجموعة من الدبابات كل واحدة من دولة، المناورات نفذت بالشكل المتوقع وكانت قوة النيران التي ظهرت فيها كثيفة وعالية جداً، أعتقد بأن جميع الوحدات التي شاركت من دفاع جوي، وبرية، وحرس وطني، وطيران عمودي، في منطقة تقاس فيها مدى دقة الإصابة ونجاح العمليات، ومن أهمية قاعدة حفر الباطن أن ميادين الرماية مجهزة بمراكز قياس وتقويم للتأكد من فعالية هذه المناورات ونجاح القوات المشاركة أثناء تنفيذ العمليات، وأنها حققت أهدافها، وألا تتم عملية التقويم بصرياً أو عشوائياً، وإنما بطريقة قياس وتقويم معتمدة لدى الجيوش المتقدمة، وهذه نقطة مهمة». ولفت آل مرعي إلى أن الفائدة التي ستجنيها الدول المشاركة من هذه المناورات تتجاوز الفترة الزمنية ال17 يوماً، التي نفذت فيها هذه المناورات، وأردف: «هذا بفضل الله ثم بالتخطيط الجيد من ولي ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، الذي وفق في قيادة المؤسسة العسكرية واستطاع تشكيل علاقات ممتازة مع نظرائه». وفي شأن تركيز المناورات على حرب العصابات والميليشيات المسلحة، أوضح العقيد ركن آل مرعي أن تخطيط وتصميم مناورات «رعد الشمال» جاء بناءً على التهديد المحتمل للدول العربية والإسلامية ومنطقة الخليج الذي يتمثل بتهديد ميليشيات مسلحة، وتابع: «شارك عدد كبير في «رعد الشمال» من باب السماح لهم بالتدريب، لكن إذا ما كانت هناك عمليات مستقبلية ستكون ضد ميليشيات مسلحة للدفاع، قد يقول البعض إن هذه المناورات تهيئ لتدخل بري في سورية، ونقول إنه قد يستفاد من بعض العناصر الذين شاركوا في عمليات بسورية ضمن التحالف الدولي، وكما نعلم ليس كل الدول المشاركة في «رعد الشمال» أعلنت نيتها التدخل البري في سورية، ولكنها جهزت قواتها وأكسبتها بعض الخبرات للتعامل مع الميليشيات المسلحة التي تحتاج إلى استراتيجيات وتكنيك مختلف ومعدات تتناسب مع التهديد، وكل ذلك وجِد واتضحت الرؤية في شأنه من خلال مناورات رعد الشمال». إلى ذلك، أكدت باكستان أن تمرين «رعد الشمال» ستكون له آثار إيجابية في مساعدة الأمة الإسلامية في مكافحة ظاهرة الإرهاب والتطرف. وأوضح المتحدث باسم الخارجية الباكستانية نفيس زكريا في الإيجاز الصحافي الأسبوعي في إسلام آباد أمس، أن تمرين «رعد الشمال» يهدف إلى تعزيز قدرات الدول الإسلامية في مكافحة ظاهرة الإرهاب التي تهدد الأمة. وأضاف أن «باكستان أعلنت الانضمام إلى التحالف الإسلامي للمشاركة في جهود مكافحة الإرهاب الذي يهدد الأمة الإسلامية».