على رغم تسجيل 11 تصنيفاً لجرائم العاملات المنزليات في السعودية، من هرب، واعتداء على الأطفال، وإقامة علاقات غير مشروعة مع غرباء، وتسهيل دخول لصوص إلى المنزل، وإقامة علاقات مع أحد من العمالة في المنزل، والسرقة، والسحر، والشعوذة، والاعتداء على الزوجة، والسب والشتم، وإقامة علاقة غير مشروعة مع أحد أفراد الأسرة، إلا أن «القتل» هو الأبشع على الإطلاق من بين كل تلك الجرائم، التي يحاولن النساء السعوديات تحاشيها بسمعة الجنسيات والمفاضلة بينهن، إذ إن الحيرة المتزايدة من عقدة «الإندونيسية» أضافت إليها قربان «الأثيوبية»، وأوصد الباب على هذه الخيارات غلاء «الفيليبينية»، حتى توجهت الأنظار إلى الجنسية العربية، لعلها تجد فيها الأمان الذي فقدته من العاملة الأجنبية. لم تزل «الغيرة» و«الشك» و«عدم الثقة»، ترفع أصوات النساء السعوديات المعارضات لفكرة استقدام عاملات «عربيات»، وخصوصاً «مغربيات» للعمل في منازل السعوديين، ويُسمع صداه في كل الوسائل، بعد إعلان مجلس الغرف السعودية نيته استقدام عمالة منزلية من المغرب عام 2011، إذ أبدين النساء السعوديات تخوفهن ورفضهن التام لهذه الخطوة، خوفاً من «جمال» العاملات المغربيات، فيما رأت أخريات أن النساء «المغربيات» يستخدمن «السحر» و«الشعوذة»، وأنهن سيحولن بيوتهن إلى جحيم، بحسب معتقدات البعض التي تروى بينهن. قائمة الرفض هذه عادت وتأججت بالحجة، بعد أن استفاق الرأي العام السعودي أخيراً، على وقع ما وصف ب«جريمة قتل بشعة» في الرياض، نفذتها عاملة مغربية في عقدها الخامس، في حق السيدة السعودية الستينية التي تعمل لديها وابنتها العشرينية، إذ أوردت المعلومات أن المتهمة قتلت الضحيتين مستخدمة «ساطوراً»، وقامت بعد ذلك بتقطيع الجثث إلى قطع صغيرة، بينما تناقلت وسائل الإعلام السعودية الخبر ووصفته ب«الحادثة الغريبة والبشعة»، إذ إن شرطة منطقة الرياض مازالت تحقق في الجريمة المروعة. باتت جرائم العاملات في السعودية أخيراً من القضايا التي تؤرق المجتمع السعودي، حتى عدّها البعض خطراً اجتماعياً قائماً، وبخاصة بعد تزايد جرائم القتل التي ترتكبها تلك الفئة، الأمر الذي أدى إلى تزايد الدعوات التي تنادي بإعادة النظر في التعامل مع العاملات والتوصل إلى الأسباب الحقيقية التي تقف وراء تلك الجرائم، وتعتمد الأسر السعودية بشكل كبير على العاملات المنزليات اللاتي يبلغ عددهن أكثر من مليون خادمة من الجنسيات الآسيوية والأفريقية (الأثيوبية تحديداً)، ويتم استقدام 15 ألف عاملة إلى السعودية شهرياً، إذ يتم الاستعانة بهن في أعمال المنزل، والعناية بالأبناء، وبخاصة بعد تزايد خروج المرأة للعمل، وما ترتب على ذلك من الاعتماد على العمالة في كثير من شؤون الأسرة.