على رغم أن انطلاقته الأولى كانت كوميدية عبر مشاركته النجم ياسر العظمة في مراياه، لكن النجم السوري عابد فهد اتخذ منذ العام 2002 منحىً مختلفاً لأعماله التلفزيونية إذ قدم الدراما التاريخية عبر أعمال منها «الظاهر بيبرس»، «الحجاج»، «الزير سالم» وسواها، وشارك في مسلسلات تركت أثراً مميزاً لدى الجمهور العربي مثل «أسمهان»، «عرب لندن»، «الطريق إلى كابول» وسواها. وواضح في أعماله الأخيرة التوجه إلى دراما القضية الوطنية التي تحمل بعداً سياسياً، فقدم في السنة الماضية مسلسل «هدوء نسبي» للمخرج شوقي الماجري، الذي حاز جوائز واعتبر من أفضل أعمال الموسم الماضي. «الحياة» التقت عابد فهد الذي قال عن آخر أعماله للموسم المقبل: «أشارك في مسلسل «أنا القدس» للمخرج باسل الخطيب، وأجسد فيه شخصية عبد الله. وفور انتهائي من هذا العمل سأبدأ تصوير دور البطولة إلى جانب النجمة المصرية ليلى علوي في الجزء الثاني من مسلسل «حكايات بنعيشها» من تأليف الدكتور محمد رفعت وإخراج سميح النقاش في أول تجربة إخراجية له». عن تجربته مع باسل الخطيب قال: «باسل الخطيب يعرفني جيداً، ما يسهل عملية التواصل. فإذا خفي عني شيء فأطمئن الى أن المخرج سيخرج ما غاب عن ذهني، وهو أمر مهم وجيد لسير العمل». وكان لفهد تصريح سابق أكّد فيه أنه سيقدم شخصية نجيب الريحاني في مسلسل «الضاحك الباكي»، وأنه أعتذر من اجله عن عملين ضخمين هما «شيخ العرب همام» أمام يحيى الفخراني، والجزء الثاني من «الهاربة» مع الفنانة تيسير فهمي، لكن الصحافة عادت لتتناقل خبر استبعاده من العمل وعن صحة هذا الكلام قال: «موضوع نجيب الريحاني حساس جداً، والدخول في عمل كبير بهذا الحجم عن شخصية مؤسسة في تاريخ الفن في مصر، يجب أن يتم بإدارة أشخاص جديرين بصناعة هذا المشروع الكبير. عندما عرض عليّ العمل كانت هناك مشكلة في بناء المشروع كنص وكانت لدي وجهة نظر في صياغة هذه الشخصية وبنائها وعلاقاتها وخصوصيتها. وكنت أتمنى أن يكتب العمل بحرفية أكثر تحوي أبعاد الممثل وعالمه في الجانب المظلم من حياة الريحاني، كي لا نقع في مطب التقليد. من هنا طلبت تعديل النص، وبدأنا بالعمل على المشروع، وتبنى المخرج محمد أبو سيف هذه الأفكار وأعاد كتابة النص، وكنت موافقاً على ما كتبه بخاصةً أنه كاتب سيناريو جيد. ولكن يبدو أن خلافاً نشب بين الكاتب الرئيس والمخرج، وانفصلا عن العمل معاً، وأوتي بمخرج آخر لتقديم العمل بالنص الأول». وعن سبب غيابه عن الدراما السورية في السنة الماضية، وعن نظرته الى المشاركة السورية في الدراما المصرية قال: «أبداً، أنا لم أغب عن الدراما السورية. ففي السنة الماضية قدمت مسلسل «هدوء نسبي»، وهو مسلسل عربي بامتياز، إذ أنه عمل سوري مصري عربي مشترك. وحالياً أشارك في مسلسل «أنا القدس»، وهو مسلسل عربي أيضاً، بمشاركة سورية مصرية فلسطينية أردنية. فأنا مع المشاركة العربية في الأعمال الدرامية، أما عن مشاركة الممثل السوري في الدراما المصرية فهي دليل على حضور الدراما السورية خارج سورية، وهو شيء إيجابي ومطلوب». واضح في أعمال فهد خلال السنوات القليلة الماضية توجهه إلى الدراما التي تقدم قضية وطنية أو بعداً سياسياً، عن ذلك قال: «هذا النوع من الأعمال قريب من واقعنا المعاش في شكل يومي، ومن المفروض علينا أن نقدم ما يجرى في الواقع. وأنا كإنسان وفنان أعيش كل ما يدور من حولي من أحداث ويجب أن أتفاعل مع هذه الأحداث. لكن مشاركتي في هذا النوع لا تندرج تحت بند قرار شخصي يتمثل في عدم المشاركة في عمل لا يحمل قضية وطنية أو بعداً سياسياً، ولا أستطيع أيضاً أن أحدد السبب الحقيقي وراء الأعمال الأخيرة. فأنا لا أريد أن أبالغ بقولي إنني لا أريد أن أعمل إلا في أعمال ذات قضية وهم وطني (قومي وسياسي)، ولكن يبدو أن هذا النوع من الأعمال يتجه إليّ من دون سابق تحضير أو بحث. فأنا لا أبحث عن هذا النوع لكنه يعنيني. فهناك جيل جديد لا يعرف من هو بن غوريون ولا يعرف سايكس بيكو، وفي المقابل القضايا الاجتماعية من السهل أن تقدم ونملك الوقت الكافي لها. لكن دراما القضية من الصعب أن تتوافر في شكل دائم، ويتسنى للممثل المشاركة فيها». وعن سبب اقتصار مشاركته على عدد قليل من الأعمال في الموسم الواحد مقارنة بغيره من نجوم الدراما السورية قال: «لا مانع من عمل أو عملين على أبعد تقدير وأن يكون هناك فارق زمني كاف بينهما، كي لا يتأثر عطاء الممثل ونشاطه وطاقته وتركيزه وسوية أدائه، فمن غير المعقول أن يقدم الممثل أربعة أعمال وأن يكون في الوقت ذاته مبدعاً في الأربعة».