شهد معرض جنيف الدولي للسيارات الذي يختتم غداً، إزاحة الستار عن عروض وإطلاقات أولية حصرية اختبارية أو مخصصة للاستهلاك التجاري الواسع. وإذا كانت النسخة السابقة من المعرض السويسري شهدت إطلاقات مميزة، منها مثلاً: بينتلي EXP 10 Speed 6، فيراري 488 GTB، كوينغسيغ ريغيرا وآخر نسخة من بوغاتي فايرون، فإن الدورة ال 86 هذا العام حملت بين طياتها إطلاقات «تاريخية» بكل معنى الكلمة، ستتحدّث الأجيال القادمة عنها طويلاً بفخر واعتزاز من دون شك. ومن أبرز إطلاقات هذه الدورة، يلفت النظر موديل آودي Q2 ومازيراتي ليفانتي. كما قدمت أستون مارتن موديلها السوبر-كار DB11. أما سكودا المنضوية تحت جناح مجموعة فولكسفاغن الألمانية، فأزاحت الستار عن النموذج التصوري Vision S المنتظر أن يخرج من عباءته موديل SUV محتمل يحمل اسم «كودياك». وكشفت رينو النقاب عن موديلها سينيك الأحدث، بينما عرضت فولفو موديلها الواغن العملاني V90 إيستات. فيما ارتفعت مبيعات السيارات في القارة الأوروبية بنسبة 10 في المئة خلال العام الماضي، إلا أن الطلب لا يزال أقل من المعدّلات القياسية التي سبقت الأزمة الأوروبية الأخيرة، علماً أن معظم المراقبين والخبراء يتوقعون نسب نمو تتراوح بين 2 و3 في المئة هذا العام. ويعزز ذلك المخاوف من أن يقع عبء معادلة بطء النمو في الصين وتداعيات تدهور السوق البرازيلية، على عاتق أسواق أميركا الشمالية وحدها، وذلك بعد أن سجلت الولاياتالمتحدة تحديداً، معدّلات بيع قياسية العام الماضي. وفي مجمل الأحوال، فإن أسعار الوقود المتدنّية، والتي انخفضت نحو 40 في المئة منذ انعقاد معرض فرانكفورت الدولي قبل ستة أشهر، تعزز مبيعات السيارات عموماً، وإن لا تزال هناك مخاوف من أن تساهم أسعار الوقود المنخفضة باستمرار في التأثير سلباً على الاقتصاد العالمي ومن ثم على صناعة السيارات. وحتى الآن، فإن أسعار الوقود المتدنّية تُعد نعمة كبيرة للمصنّعين في أوروبا وأميركا الشمالية، حيث انخفضت أسعار وقود البنزين الخالي من الرصاص نحو 10 في المئة. كما انخفضت أسعار وقود الديزل نحو 15 في المئة في أوروبا العام الماضي، وفقاً للبيانات المستقاة من موقع Global Petrol Prices الإلكتروني. هذا الأمر أقنع الأوروبيين ليحذوا حذو الزبائن في أميركا الشمالية، من خلال الإقبال على شراء السيارات الكبيرة الحجم، لا سيما عروض ال SUV والتي أُطلق عدد منها خلال معرض جنيف. وجود كثيف لل SUV وبخلاف موديل مازيراتي ليفانتي الذي طال انتظاره وتعوّل عليه العلامة الإيطالية العريقة التي تنضوي تحت جناح شركة «فيات كرايسلر أوتوموبيلز» لمضاعفة حجم إنتاجها من السيارات في غضون الأعوام الثلاثة المقبلة، فإن سيات تسير على الخطى السابقة ذاتها، من خلال تقديم أول سيارة SUV ممهورة بتوقيع الصانع الإسباني، أي الموديل «أتيكا»، رغبة في تعزيز مبيعاتها في شكل كبير. وبالمثل، قدّمت آودي للمرة الأولى عضواً جديداً في عائلة عروض فئات Q، وهو الطراز Q2 المُدمج المنتظر طرحه في الأسواق لاحقاً هذا العام. وتأمل ماركة إنغولشتادت بأن تستقطب زبائن جدداً من فئة عمرية شبابية أصغر، ممن يقدرون العلامة الألمانية الرياضية وعروضها ال SUV، لكن الفئة السعرية المرتفعة والحجم الكبير كانا يمنعان هؤلاء من اقتناء مثل هذه العروض. أيضاً، تضع رينو آمالاً عريضة على نسختها الأحدث سينيك التي مضى عقدان على إطلاقها الأول. ويأمل الصانع الفرنسي بأن يعزز مبيعاته بعدما أخضع موديله الشهير لسلسة من التعديلات والتحسينات جعلته أشبه بعروض ال SUV، مقارنة بالتصميم السابق الذي حصره في فئة عروض المينيفانات وحدها. «عضلات مفتولة» كما أمكن بسهولة ملاحظة هيمنة العروض الرياضية النفس بامتياز ذات المحرّكات القوية والهيئة المفتولة العضلات في باحات معرض جنيف. وفي هذا السياق، برز أحدث عروض بوغاتي بعد إيقاف إنتاج موديل فايرون، أي موديل شيرون السوبر- كار الجديد المنتظر أن يبلغ تسارعه من صفر إلى100 كلم/س في غضون 2.5 ثانية، وأن تصل سرعته القصوى إلى 420 كلم/س. كذلك قدّمت ماكلارين موديلها الجديد 570GT المدعم بمحرّكات V8 قوية وهيكل مصنوع من ألياف الكربون. أما جاغوار، فتمكّنت من إزاحة الستار عن أول عروضها الممهورة بتوقيع فرع عمليات السيارات الخاصة SVR، وهو طراز F-Type SVR المدعم بمحرّك قوي فئة V8 مزوّد بشاحن مضاعف سعة 5 ليترات يولّد 575 حصاناً، ويبلغ عزم دورانه الأقصى 700 نيوتن متر. وهو قادر على اختراق الحاجز المئوي من السكون في غضون 3.7 ثانية، وتسجيل سرعة قصوى مقدارها 320 كلم/س. يضاف إلى ذلك أستون مارتن DB11 الأحدث وليكزس LC 500h، وبورشه 718 بوكستر، وغيرها من عروض السوبر-كار الرياضية المميزة. وكشفت فيراري النقاب عن النسخة المحسّنة من موديلها FF الذي بات اسمه GTC4Lusso، وأخضع لتحسينات كبيرة على مستوى خط السقف الأكثر انخفاضاً وإعادة رسم الصادم الأمامي وحظي بشبك تهوئة أمامي أعرض ومصابيح خلفية أحدث وعاكس هواء خلفي كبير، إضافة إلى محرّك سعة 6.3 ليتر فئة V12 زادت قدرته الحصانية من 651 إلى 680 حصاناً، وعزم 700 نيوتن متر. «طرز تاريخية» وعلى صعيد الطرز «التاريخية»، فقد دخلت مازيراتي قطاع السيارات الرياضية من باب ليفانتي الذي يُعد واحداً من أكثر العروض التي انتظرها الجميع بفارغ الصبر. وجاء أول SUV في تاريخ الصانع الإيطالي بعد نحو خمسة أعوام على تقديم النموذج التصوّري كوبانغ لعام 2011. وتستفيد ليفانتي من محرّكات مستعارة من السيدان الشقيق غيبلي، منها محركان بنزينيان فئة V6 سعة 3 ليترات بقدرة 350 و430 حصاناً، ومحرّك ديزل وحيد فئة V6 سعة 3 ليترات. وأضافت آودي طرازاً جديداً إلى عائلة Q وهو طراز Q2 المُدمج المصنّف بوضعية أدنى على صعيد الحجم من الطراز الحالي Q3. وبعد أن طال ماركة إنغولشتادت نقداً لاذعاً يتعلّق بتطابق عروضها مع بعضها بعضاً، جاءت Q2 الجديدة كلياً مختلفة بعض الشيء، لاسيما لجهة المقدّم، رغبة في استقطاب زبائن فئة عمرية شبابية. وميكانيكياً، ستتوافر ستة محرّكات تتراوح قدرتها ما بين 116 و190 حصاناً. والمحرك الأصغر منها بنزيني من 3 أسطوانات سعة ليتر واحد، يليه محركان بنزينيان سعة 1.4 و2.0 ليتر من 4 أسطوانات. أما محركات الديزل الثلاثة فجاءت بسعة 1.6 و2.0 ليتر فقط. وقدّمت بوغاتي طراز شيرون خليفة فايرونالذي، وقد زوّد بمحرّك جديد فئة W16 سعته 8 ليترات ويولّد نحو 1500 حصان مع أقصى عزم دوران مقداره 1600 نيوتن- متر. أما سيات أتيكا، فمصممة لمنافسة عروض بحجم نيسان قاشقاي ورينو كادجار ومازدا CX-5 وهيونداي ix35 وفورد كوغا وفولكسفاغن تيغوان.