أعطى الزعيم الديني مقتدى الصدر رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي فرصة جديدة لتنفيذ الاصلاحات والتغيير الوزاري الذي دعا اليه، فيما قال العبادي في كلمة متلفزة «نجدد موقفنا الثابت لضمان حق التظاهر السلمي وفق السياقات القانونية في الأماكن المحددة». وأضاف: «لا يفوتني أن أشيد بأبنائي الذين التزموا سلمية التظاهر وأعرب عن تقديري لمطالبهم المشروعة وقلنا لهم منذ البداية نحن منكم ومعكم في خندق واحد ولسنا في خندقين». وأشاد ب «الانضباط العالي واليقظة التي تتحلى بها الأجهزة الأمنية المكلفة حماية المتظاهرين الى جانب واجبها الأساس في حفظ الأمن والتصدي للإرهابيين في الجبهات وداخل المدن، ففي كل منعطف حساس يمر به وطننا العزيز نتحلى بالحكمة الى اقصى درجاتها». وتابع أن «التغيير سيكون وفق الأطر الدستورية وبما يؤكد الشراكة السياسية بين مكونات الشعب وممثليه، ويعلم الجميع انني أول من أطلق مشروع الإصلاحات وعملت بها منذ بداية تسلمي رئاسة الحكومة وما زلت عند عهدي اتابع تنفيذها خطوة خطوة، وهي ليست سهلة كما يتصور البعض، بل هي معركة أخرى نخوضها في ظل تهديد أمني خطير وفساد كبير ووضع مالي واقتصادي خانق نتيجة الإنهيار المفاجئ لأسعار النفط». ولفت الى ان «التأييد الكبير للإصلاحات من عموم أبناء الشعب العراقي ومن المرجعية الدينية العليا وعموم القوى السياسية كان أقوى سند وحافز لنا في هذه المعركة، ومن دواعي سرورنا هذا الترحيب الشعبي بالإصلاحات الشاملة وبالتعديل الوزاري الذي أعلناه وجاء منسجماً مع رؤيتنا بضرورة التغيير وتشكيل فريق وزاري خبير ومتخصص قادر على الخروج بالبلاد الى وضع أفضل في المجالات كافة وتنشيط الاقتصاد وتحريك قطاع العمل وتطوير الخدمات، ونحن اليوم أقرب الى نقطة الوصول الى هدفنا والى ما تطالبون به على طريق الاصلاح». وتابع: «تمت مخاطبة الكتل السياسية في مجلس النواب وفعاليات المجتمع المختلفة لتحقيق هذا الهدف، وقدمنا وثيقة الإصلاح الشامل تتضمن منهج عمل الحكومة وتحسين الادارة المالية والفريق الاستشاري الطوعي، كما تشتمل الوثيقة على عشرة ملفات تتعلق بالإصلاحات وتطوير عمل الدولة»، لافتاً الى وضع «برنامج لإتاحة الفرصة لأصحاب الخبرات والمهنيين للترشيح للمناصب الخاصة والعليا، ونجري تغييرات في الهيئات المستقلة لجعلها مستقلة فعلاً يديرها أكفاء ومستقلون». وجاء رد الصدر سريعاً، اذ دعا انصاره الى التظاهر اليوم في ساحة التحرير. وقال في بيان تسلمت «الحياة» نسخة منه: «تغليباً للعقل والحكمة وتقديماً للمصلحة العامة وبعد أن سمعتم خطاب الأخ العبادي الذي أعلن عزمه على الإصلاح الشامل من دون الميول الى حزب السلطة وسلطة الحزب، وبعد أن أعلن حقكم المشروع في التظاهر السلمي وانه معكم في خندق واحد، صار لزاماً علينا اعطاءه فرصة لإكمال اصلاحاته». وأضاف أن «تظاهرة الجمعة ستكون في ساحة التحرير بعد صلاة الجمعة لا قرب أبواب المنطقة الخضراء وفي حال لمسنا اصلاحاً حقيقياً لا مجرد تصريح إعلامي ستكون هناك خطوات تأييدية أخرى، أما في حال لمسنا أن تلك الكلمة كانت مجرد تخدير ومجرد إعلام فأنت ايها الشعب الهمام البطل وبعد أن أثمرت تظاهراتكم تجاوباً أولياً معها، فأنتم أحرار في إبداء رأيكم وفي اختيار مكان تظاهراتكم أو اعتصامكم أو احتجاجكم»، مبيناً أن «صوت الشعب أعلى من صوت الحكومة وكرامة الشعب أغلى من كل كرامة». وطالب المتظاهرين باحترام «النظام والترتيب والحفاظ على سمعتهم وسلمية التظاهرات وعدم حمل السلاح أبداً، كوننا طلاب إصلاح وطلاب سلم».